٥٦٥
١٤٨ - ١٤٩
قوله تعالى " واتخذ قوم موسى من بعده " يعني من بعد انطلاقه إلى الجبل " من حليهم عجلا جسدا له خوار " وذلك أن موسى عليه السلام لما وعد لقومه ثلاثين يوما فتأخر عن ذلك قال السامري لقوم موسى إنكم أخذتم الحلي من آل فرعون فعاقبكم الله تعالى بتلك الخيانة ومنع الله تعالى عنا موسى فاجمعوا الحلي الذي أخذتم من آل فرعون حتى نحرقها فلعل الله تعالى يرد علينا موسى فجمعوا الحلي وكان السامري صائغا فجعل الحلي في النار واتخذ منه عجلا وقد كان رأي جبريل على فرس الحياة فكلما وضع الفرس حافره ظهر النبات في موضع حافره فأخذ كفا من أثر حافره من التراب وألقى ذلك التراب في العجل فصار عجلا جسدا فذلك قوله " من حليهم عجلا جسدا " قال الزجاج الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إنما معنى الجسد يعني الجثة فقط وروي عن ابن عباس صار عجلا له لحم ودم وله خوار يعني صوت ولم يسمع منه إلا صوت واحد وقال بعضهم جعله مشتبكا يدخل فيه الريح فيسمع منه صوت مثل صوت العجل فقال لقومه هذا إلهكم وإله موسى فاغتر به الجهال من بني إسرائيل وعبدوه
قال الله تعالى " ألم يروا أنه لا يكلمهم " يعني لا يقدر على أن يكلمهم " ولا يهديهم سبيلا " يعني لا يرشدهم طريقا " اتخذوه وكانوا ظالمين " يعني كافرين بعبادتهم إياه وقرأ حمزة والكسائي " من حليهم " بكسر الحاء وقرأ الباقون " من حليهم " بضم الحاء فمن قرأ بالكسر فهو اسم لما يتحسن به من الذهب والفضة ومن قرأ بالضم فهو جمع الحلي ويقال كلاهما جمع الحلي وأصله الضم إلا أن من كسره فلاتباع الكسرة بالكسرة
قوله " ولما سقط في أيديهم " يعني ندموا على ما صنعوا يقال سقط في يده إذا ندم وأصله أن الإنسان إذا ندم جعل يده على رأسه
" ورأوا أنهم قد ضلوا " يعني علموا أنهم ضلوا عن الهدى " قالوا لئن لم يرحمنا ربنا " قرأ حمزة والكسائي " لئن لم ترحمنا " بالتاء على معنى المخاطبة " ربنا " بالنصب يعني يا ربنا وقرأ الباقون " لئن لم يرحمنا ربنا " بالياء معنى الخبر " ربنا " بالضم " ويغفر لنا " بعد التوبة " لنكونن من الخاسرين " يعني من المغبونين
سورة الأعراف


الصفحة التالية
Icon