أنهم كانوا يتخذون الحظائر والحياض بجنب البحر ويسيلون الماء فيها يوم السبت من البحر حتى يدخل السمك فيها ويأخذونه في يوم الأحد فقالوا إنا
٥٧٤
نأخذه في يوم الأحد فلما لم يعذبوا استحلوا الأخذ في يوم السبت من البحر وقالوا إنما حرم الله على آبائنا ولم يحرم علينا فنهاهم الصلحاء فلم يمتنعوا فضربوا حائطا بينهما وصارت الواعظة في ناحية والذين استحلوا في ناحية والحائط بين الفريقين فأصبحوا في يوم من الأيام ولم يفتح الباب الذي بينهما فارتقى واحد منهم الحائط فإذا القوم قد مسخوا قردة وقال بعضهم كان القوم أربعة أصناف صنف يأخذون وصنف يرضون وصنف ينهون وصنف يسكتون وروى قتادة عن ابن عباس أنه قال هم ثلاث فرف فهلك الثاني ونجا الثالث والله أعلم ما فعل بالفرقة الثالثة قرأ نافع " بعذاب بيس " بكسر الباء بلا همزة وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " بعذاب بيأس " بفتح الباء وسكون الياء وفتح الهمزة وقرأ الباقون " بعذاب بئيس " بنصب الباء وكسر الياء والهمزة وسكون الياء وهي اللغة المعروفة والأولى لغة لبعض العرب
ثم قال تعالى " فلما عتوا عما نهوا عنه " يعني تركوا ما وعظوا به " قلنا لهم كونوا قردة خاسئين " يعني صاغرين مبعدين عن رحمة الله
سورة الأعراف ١٦٧ - ١٧٠
قوله تعالى " وإذ تأذن ربك " يعين أعلم ربك وكل شيء في القرآن تأذن فهو إعلام ومعناه قال " ليبعثن " أي ليسلطن " عليهم إلى يوم القيامة " يعني على بني إسرائيل والذين لا يؤمنون يعني بمحمد ﷺ " من يسومهم سوء العذاب " يعني يعذبهم بالجزية والقتل " إن ربك لسريع العقاب " إذا عاقب من أصر على كفره " وإنه لغفور " لمن تاب من الشرك " رحيم " بعد ذلك
ثم قال " وقطعناهم " يعني وفرقناهم " في الأرض أمما " يعني فرقا " منهم الصالحون " يعني المؤمنون وهم مؤمنو أهل الكتاب ويقال هم الذين وراء رمل عالج " ومنهم دون ذلك " وهم الكفار منهم " وبلوناهم بالحسنات والسيئات " يعني اختبرناهم بالخصب والجدوبة " لعلهم يرجعون " من الكفر إلى الإيمان
ثم قال " فخلف من بعدهم خلف " يعني بعد بني إسرائيل خلف السوء " ورثوا الكتاب " يعني التوراة " يأخذون عرض هذا الأدنى " يقول يستحلون أخذ الحرام من هذه