٥٨٥
سورة الأعراف ١٨٧ - ١٨٨
قوله تعالى " يسألونك عن الساعة " يعني عن قيام الساعة " أيان مرساها " يعني متى حينها وقيامها ويقال هذا الكلام على الاختصار ومعناه أي أوان قيامها
ثم قال " قل إنما علمها عند ربي " يعني علم قيام الساعة عند ربي وما لي بها من علم " لا يجليها لوقتها " يعني لا يكشفها لحينها " إلا هو " يعني إلا الله تعالى ويقال لا يقدر أحد على إظهارها إلا هو يعني إلا الله ويقال لا يعلم أحد قيامها إلا هو " ثقلت في السموات والأرض " يعني ثقل علم قيام الساعة على أهل السموات وأهل الأرض ويقال " ثقلت " يعني خفي علمها وإذا خفي الشيء ثقل علمه ويقال معناه ثقل حمل ذكرها لفظاعة شأنها وأمرها
ثم قال " لا تأتيكم إلا بغتة " يعني فجأة ثم قال " يسألونك كأنك حفي عنها " قال مقاتل كأنك استحفيت عنها السؤال حتى علمتها وقال القتبي أي كأنك حفي تطلب علمها ومنه يقال تحفى فلان بالقوم إذا بالغ في البر ويقال " كأنك حفي عنها " يعني كأنك جاهل بها ويقال في الآية تقديم ومعناه يسألونك عها كأنك عالم بها قل إنما علمها عند ربي وروى إبراهيم بن يوسف بإسناده أن النبي ﷺ سأله رجل فقال متى الساعة فقال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن أشراط الساعة عشرة يقرب فيها الماحل ويطرف فيها الفاجر ويعجز فيها المنصف وتكون الصلاة منا والزكاة مغرما والأمانة مغنما واستطالة القراء فعند ذلك تكون أمارة الصبيان وسلطان النساء ومشورة الإماء
ثم قال " قل إنما علمها عند الله " يعني علم قيامها عند الله " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " أنها كائنة ولا يصدقون بها
قوله تعالى " قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا " قال مقاتل يعني لا أقدر لنفسي أن أسوق إليها خيرا أو أدفع عنها ضرا حين ينزل بي فكيف أملك علم الساعة " إلا ما شاء الله " فيصيبني " ولو كنت أعلم الغيب " يعني غيب النفع إذ جاء " لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " يعني لاستكثرت من النفع وما أصابني الضر وقال الكلبي إن أهل مكة قالوا له ألا يخبرك ربك بالبيع الرخيص قبل أن يغلو فتشتريه فتربح فيه فنزل قل لهم " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير " أي من العمل الصالح " من الخير " للجدوبة والقحط