٥٨٦
ويقال لو كنت أعلم متى أموت لاستكترت من العمل الصالح وقال الضحاك قال " لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا " يعني الغنى والفقر " إلا ما شاء الله " إن شاء أغنى عبده وإن شاء أفقره " ولو كنت أعلم الغيب " يعني مواضع الكنوز لاستخرجتها " وما مسني السوء " يعني الفقر " إن أنا إلا نذير " يعني مخوف بالنار " وبشير " يعني مبشر بالجنة " لقوم يؤمنون " يعني يصدقون بالبعث
سورة الأعراف ١٨٩ - ١٩٣
قوله تعالى " هو الذي خلقكم من نفس واحدة " يعني من نفس آدم " وجعل منها زوجها " يعني خلق من نفس آدم من ضلع من أضلاعه اليسرى زوجته حواء " ليسكن إليها " يعني ليطمئن إليها ويجامعها " فلما تغشاها " يعني سكن إليها وجامعها " حملت حملا خفيفا " يعني خفيف الماء " فمرت به " يعني استمرت بالحمل يقول قامت بالحمل وقعدت ولا تدري أهي حبلى أم لا " فلما أثقلت " يعني ثقل الولد في بطنها " دعوا الله ربهما " وقعدت ولا تدري أهي حبلى أم لا " فلما أثقلت " يعني ثقل الولد في بطنها " دعوا الله ربهما " وذلك أن إبليس أتاها فقال يا حواء ما هذا الذي في بطنك قالت ما أدري قال أخاف إنها بهيمة وإني من الله بمنزلة فإن دعوت الله فولدت إنسانا صالحا أتسميه باسمي قالت نعم وما اسمك قال عبد الحارث فكذب فدعت حواء وآدم فذلك قوله " دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا " يعني أعطيتنا ولدا سويا صحيح الجوارح " لنكونن من الشاكرين " وهذا قول سعيد بن جبير رواه عن ابن عباس وروى معمر عن قتادة أنه قال كان آدم لا يولد له ولد إلا مات فجاءه الشيطان وقال إن سرك أن يعيش ولدك فسمه عبد الحارث ففعل فأشركا في الاسم ولم يشركا في العبادة وروي عن السدي أنه قال كان اسم إبليس هو الحارث يوم لعن فأراد أن ينسب إليه فأمرها فسمته عبد الحارث فعاش بعد ذلك أياما ثم مات فذلك قوله " فلما آتاهما " يعني أعطاهما " صالحا " خلقا آدميا سويا " جعلا له شركا فيما آتاهما " قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر " جعلا له شركاء " بكسر الشين وجزم الراء وقرأ الباقون " شركاء " بالضم ونصب الراء فمن قرأ بالكسر فهو على معنى التسمية وهو اسم يقوم مقام المصدر ومن قرأ بالضم فمعناه " جعلا له شركاء " يعني الشريك في الاسم وإنما ذكر الشركاء وأراد به الشريك يعني الشيطان فإن قيل من قرأ بالكسر كان من حق الكلام أن


الصفحة التالية
Icon