٥٨٨
ثم قال " قل " يا محمد يعني لكفار مكة " ادعوا شركاءكم " يعني آلهتكم " ثم كيدون " يعني اعملوا بي ما شئتم " فلا تنظرون " يعني لا تمهلون ولا تؤجلون لأنهم خوفوه بآلهتهم قرأ أبو عمرو " ثم كيدوني " بالياء في حال الوصل وقرا الباقون بغير الياء
سورة الأعراف ١٩٦ - ١٩٧
ثم قال عز وجل " إن وليي الله الذي نزل الكتاب " يعني حافظي وناصري الله الذي نزل الكتاب يعني القرآن ويقال إن الذي يمنعني منكم الله الذي أنزل جبريل بالكتاب " وهو يتولى الصالحين " يعني المؤمنين فيحفظهم ولا يكلهم إلى غيره
ثم قال " والذين تدعون من دونه " يعني تعبدون من دون الله " لا يستطيعون نصركم " يعني لا يقدرون منعكم " ولا أنفسهم ينصرون " يعني يمنعون ممن أذاها لأن الكفار كانوا يلطخون العسل في فم الأصنام وكان الذباب يجتمع عليه فلا تقدر دفع الذباب عن نفسها
ثم قال تعالى " وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا " قال الكلبي يعني إن دعا المشركون آلهتهم لا يسمعون أي لا يجيبونهم " وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون " شيئا قال مقاتل " وإن تدعوهم إلى الهدى " يعني كفار مكة " لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك هم لا يبصرون " الهدى
سورة الأعراف ١٩٩ - ٢٠٠
قوله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف " قال ابن عباس يعني خذ ما أعطوك من الصدقة يعني ما فضل من الأكل والعيال ثم نسخ بآية الزكاة وهذا كقوله تعالى " ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " البقرة ٢١٩ يعني الفضل " وأمر بالعرف " يعني ادعهم إلى التوحيد " وأعرض عن الجاهلين " أي من جهل عليك مثل أبي جهل وأصحابه كل ذلك قبل الأمر بالقتال ويقال " خذ العفو وأمر بالعرف " يعني اعف عمن ظلمك واعط من حرمك وصل من قطعك
قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا الديبلي قال حدثنا أبو عبد الله وقال حدثنا سفيان عن أبي بن ربيعة أن رسول الله ﷺ قال لما نزلت هذه الآية " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " أسأل عنها جبريل فقال جبريل حتى أسأل العالم فيه فذهب ثم أتاه فقال يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك