٦٢
الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان ) الإسراء ٨٨ الآية
سورة البقرة الآية ٢٤
ثم قال عز وجل " فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا " " لم " تستعمل للماضي " ولن " تستعمل للمستقبل فكأنه قال فإن لم تفعلوا أي لم تأتوا في الماضي ولن تفعلوا أي لن تأتوا في المستقبل وتجحدون بغير حجة " فاتقوا النار "
قال قتادة معناه " فإن لم تفعلوا " ولن تقدروا أن تفعلوا ولن تطيقوا " فاتقوا النار " يقول احذروا النار " التي وقودها الناس والحجارة " يعني حطبها الناس إذا صاروا إليها والحجارة قبل أن يصيروا إليها ويقال معناه إن مع كل إنسان من أهل النار حجرا معلقا في عنقه حتى إذا طفئت النار رسبه به الحجر إلى الأسفل ويقال " وقودها الناس والحجارة " أي حجارة الكبريت وإنما جعل حطبها من حجارة الكبريت لأن لها خمسة أشياء ليست لغيرها أحدها أنها أسرع وقودا والثاني أنها أبطأ خمودا والثالث أنها أنتن رائحة والرابع أنها أشد حرا والخامس أنا ألصق بالبدن ثم قال " أعدت للكافرين " يعني وهيئت وخلقت وقدرت لهم
سورة البقرة آية ٢٥
ثم قال " وبشر الذين آمنوا " فقد ذكر في أول الآية إثبات الصانع وذكر حجته ثم ذكر إثبات الكتاب والنبوة ثم ذكر الوعيد للكافرين لمن لا يؤمن بالله ثم ذكر ثواب للمؤمنين وهكذا في جميع القرآن في كل موضع ذكر عقوبة الكفار ثم ذكر على أثره ثواب المؤمنين لتسكن قلوبهم إلى ذلك وتزول عنهم الوحشة لكي يثبتوا على إيمانهم ويرغبوا في ثوابه فقال " وبشر الذين آمنوا " يعني فرح قلوب الذين آمنوا يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى وبمحمد ﷺ وبما جاء به جبريل عليه السلام " وعملوا الصالحات " يعني الطاعات فيما بينهم وبين ربهم " أن لهم " يعني بأن لهم " جنات " وهي البساتين " تجري من تحتها الأنهار " أي من تحت شجرها ومساكنها وغرفها الأنهار " وكلما رزقوا منها " يعني أطعموا منها أي من الجنة " من ثمرة رزقا " يعني طعاما
" قالوا هذا الذي رزقنا " يعني أطعمنا من الجنة " من قبل " قال بعضهم معناه إذا أتي بطعام وثمار في أول النهار فأكلوا منها ثم إذا أتي بها في آخر النهار " قالوا هذا الذي رزقنا من