٦٣
قبل ) يعني الذي أطعمنا في أول النهار لأن لونه يشبه لون ذلك فإذا أكلوا منه وجدوا لها طعما غير طعم الأول وقال بعضهم معناه " كلما رزقوا من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل " يعني في الدنيا لأن لونها يشبه لون ثمار الدنيا فإذا أكلوا وجدوا طعمها غير ذلك
ثم قال " وأتوا به متشابها " قال بعضهم معناه " متشابها " يعني في المنظر مختلفا في الطعم وقيل " متشابها " يعني يشبه بعضها بعضا في الجودة ولا يكون فيها رديء
قال الفقيه رحمه الله حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء يعني أسماء الثمار
ثم قال تعالى " ولهم فيها أزواج مطهرة " يعني مهذبة في الخلق ويقال مطهرة في الخلق والخلق فأما الخلق فإنهن لا يحضن ولا يبلن ولا يتمخطن ولا يأتين الخلاء وأما الخلق فهن لا يحسدن ولا يغرن ولا ينظرن إلى غير أزواجهن
ثم قال تعالى " وهم فيها خالدون " يعني دائمين لا يموتون ولا يخرجون منها أبدا
سورة البقرة آية ٢٦
قوله تعالى " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا " وذلك أنه لما نزل قول الله تعالى " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا " الحج ٧٣ وقال في آية أخرى " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت " العنكبوت ٤١ قالت اليهود والمشركون إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت فنزلت هذه الآية " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " يعني لا يمتنع من ضرب المثل وبيان الحق بذكر البعوضة وبما فوقها ويقال لا يمنعه الحياء أن يضرب المثل ويروي ويصف للحق شبها " ما بعوضة " يعني ببعوضة " فما فوقها " يعني بالذباب وبالعنكبوت وقال بعضهم " فما فوقها " يعني فما دونها فى الصغر وهذا من أسماء الأضداد يذكر الفوق ويراد به دونه كما يذكر الوراء ويراد الأمام به مثل قوله " ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " الإنسان ٢٧ يعني أمامهم فكذلك يذكر الفوق ويراد به ما دونه يعني يضرب المثل بالبعوضة وبما دون البعوضة بعد أن يكون فيه إظهار الحق وإرشاد إني وكيف الهوى وكيف يمتنع من ضرب المثل بالبعوضة ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يخلقوا بعوضة لا يقدرون عليه ويقال إنما ذكر المثل