٦٧
الهاء وقرأ الباقون بضم الهاء " وهو " في جميع القرآن وهم لغتان ومعناهما واحد
سورة البقرة آية ٣٠
قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة " روي عن أبي عبيدة أنه قال معناه وقال ربك و " إذا " زيادة وروي عن الفراء أنه قال معناه واذكر إذ قال ربك وقال مقاتل معناه وقد قال ربك للملائكة والملائكة جميع الملك وهذا اللفظ على غير القياس لأنه يقال ملائكة بالهمزة ويقال للواحد ملك بغير همز وإنما قيل ذلك لأنه في الأصل كان مالك بالهمز فأسقط الهمزة للتخفيف وأصله من لأك يألك والألوكة الرسالة كما قال القائل
( وغلام أرسلته أمه % بألوك فبذلنا ما سأل )
وإنما سميت الملائكة ملائكة لأنهم رسل الله تعالى وإنما أراد ها هنا بعض الملائكة وهم الملائكة الذين كانوا في الأرض وذلك أن الله تعالى لما خلق الأرض خلق الجان من مارج من نار أي من لهب من نار لا دخان لها فكثر نسله وهم الجن بنو الجان فعملوا في الأرض بالمعاصي وسفكوا الدماء فبعث الله تعالى ملائكة سماء الدنيا وأمر عليهم إبليس وكان اسمه عزازيل حتى هزموا الجن وأخرجوهم من الأرض إلى جزائر البحور فسكنوا الأرض فصار الأمر عليهم في العبادة أخف لأن كل صنف من الملائكة يكون أرفع في السماوات فيكون خوفهم أشد وملائكة سماء الدنيا يكون أمرهم أيسر من الذين فوقهم فلما سكنوا الأرض صار الأمر عليهم أخف مما كانوا وسكنوا الأرض واطمأنوا إليها وكل من اطمأن إلى الدنيا أمر بالتحول عنها فأخبرهم الله تعالى أنه يريد أن يخلق خليفة في الأرض سواكم فشق ذلك عليهم وكرهوا ذلك فذلك قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " يعني أريد أن أخلق في الأرض خليفة سواكم فشق ذلك عليهم وكرهوا ذلك " فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " يعني أتخلق فيها " من يفسد فيها " كما أفسدت الجن " ويسفك الدماء " كما سفكت الجن " ونحن نسبح بحمدك " يعني نصلي لك بأمرك ويقال معناه نحن نسبحك ونحمدك " ونقدس لك " قال بعضهم نقدس أنفسنا لك يعني نظهر أنفسنا بالعبادة عن المعصية وقال بعضهم " ونقدس لك أي ننسبك إلى الطهارة
قال الله تعالى " قال إني أعلم ما لا تعلمون " قال مجاهد علم من إبليس المعصية