٦٩
ويقال في هذه الآية دليل على أن أولى الأشياء بعد علم التوحيد ينبغي أن يتعلم علم اللغة لأنه أراهم فضل آدم بعلم اللغة وقال بعضهم إنما علمه الأسماء وما فيها من الحكمة ليظهر فضله بعلم الأسماء وما فيها من الحكمة
سورة البقرة آية ٣٢
قوله " قالوا سبحانك لا علم لنا " نزهوه وتابوا إليه عن مقالتهم ومعناه سبحانك تبنا إليك من مقالتنا يعني ما ألهمتنا وروي عن النبي ﷺ أنه قال ( سبحان الله تنزيه الله عن كل ما لا يليق به ) وقال بعض أهل اللغة اشتقاقه من السباحة لأن الذي يسبح يباعد ما بين طرفيه فيكون فيه معنى التبعيد وقال بعضهم هذه لفظة جمعت بين كلمتي تعجب لأن العرب إذا تعجبت من شيء قالت حان والعجم إذا تعجبت من شيء قالت سب فجمع بينهما فصار سبحان
وقوله تعالى " إنك أنت العليم الحكيم " يعني أنت عالم بما يكون في السموات والأرض " الحكيم " في أمرك إذا حكمت أن تجعل في الأرض خليفة غيرنا ويقال معنى " العليم الحكيم " على وجه الحكمة التي تدرك الأشياء بحقائقها وكان حكمه موافقا للعلم
سورة البقرة آية ٣٣
قوله تعالى " قال يا آدم انبئهم " يعني أخبرهم " بأسمائهم " يعني أسماء الدواب وغيرهما وما فيها من الحكمة وما يحل أكله وما لا يحل أكله " فلما أنبأهم " يعني أخبرهم " بأسمائهم " قال الله تعالى لهم " ألم أقل لكم أني أعلم غيب السموات والأرض " يعني سر أهل السماوات وسر أهل الأرض وما يكون فيهما " وأعلم ما تبدون " أين تظهرون من الطاعة لآدم يعني الملائكة " وما كنتم تكتمون " يعني ما أسر إبليس في نفسه حين قال لئن فضل علي لا أطيعه ولئن فضلت عليه أهلكته وقيل إنهم كانوا يقولون حين أراد أن يخلق آدم إنه لا يخلق أحدا أفضل منهم فهذا الذي كانوا يكتمون وهذا القول ذكر عن قتادة ويقال أنه لما خلق آدم أشكل عليهم أن آدم أعلم أم هم فسألهم عن الأسماء فلم يعرفوها وسأل آدم عن الأسماء فأخبرهم بها فظهر لهم أن آدم أعلم منهم ثم أشكل عليهم أنه أفضل أم هم فلما أمرهم بالسجود له فظهر لهم فضله
سورة البقرة آية ٣٤


الصفحة التالية
Icon