٧١
شفتيها حوة يعني حمرة فقال عز وجل " يا آدم اسكن أنت وزوجك " يعني حواء يقال للمرأة زوجة وزوج والزوج أفصح
وقوله تعالى " وكلا منها " يعني من الجنة " رغدا " يعني موسعا عليكما بلا فوت ولا هنداز بالزاي المعجمة هكذا قال في رواية الكلبي يعني بغير تقدير وقال بعض أهل اللغة الرغد هو السعة في الرزق من غير تقدير
وقوله تعالى " ولا تقربا هذه الشجرة " يعني ولا تأكلا من هذه الشجرة وروى السدي عمن حدثه عن ابن عباس أنه قال هي شجرة الكرم وروى الشعبي عن جعد بن هبيرة مثله وروي عن علي رضي الله عنه مثله وقال قتادة وذكر لنا أنها شجرة التين ويقال إنما كان النهي عن الأكل من الشجرة للمحنة لأن الدنيا دار محنة وقد خلق من الأرض ليسكن فيها فامتحن بذلك كما امتحن أولاده في الدنيا بالحلال والحرام فذلك قوله " ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " يعني فتصيرا من الضارين بأنفسكما
سورة البقرة آية ٣٦
وقوله تعالى " فأزلهما الشيطان عنها " قرأ حمزة " فأزالهما " بالألف وقرأ غيره " فأزلهما " بغير ألف وأصله في اللغة من أزل يزل معناه فأغراهما الشيطان واستزلهما وأما من قرأ " فأزالهما " بالألف فأصله من أزال يزيل إذا أزال الشيء عن موضعه
وقوله تعالى " فأخرجهما مما كانا فيه " يعني مما كانا فيه من النعمة وروي عن سعيد بن جبير أنه قال مكث آدم في الجنة كما بين الظهر والعصر يعني من أيام الآخرة لأن كل يوم من أيام الآخرة كألف سنة من أيام الدنيا
وروي عن ابن عباس أنه قال ( لما رأى إبليس آدم في النعمة حسده واحتال لإخراجه منها فعرض نفسه على كل دابة من دواب الجنة أن يدخل في صورتها فأبت عليه حتى أتى الحية وكانت هي أحسن دابة في الجنة خلقا وكانت لها أربع قوائم فلم يزل يستدرجها حتى أطاعته فدخل ما بين لحييها وأقام في رأسها ثم أتى باب الجنة وناداهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين يعني أن هذه الشجرة شجرة الخلد فمن أكل منها يبقى في الجنة أبدا فأكلا منها )
ويقال إن حواء قالت لآدم تعال حتى نأكل من هذه الشجرة فقال آدم قد نهانا ربنا عن أكل هذه الشجرة فأخذت بيده حتى جاءت به إلى الشجرة وكان آدم يحب حواء فكره أن يخالفها لحبه إياها وكان آدم يقول لها لا تفعلي فإني أخاف العقوبة وكانت حواء تقول إن


الصفحة التالية
Icon