٨٣
العجل ويقال نغفر خطايا من رفع المن والسلوى للغد وسنزيد في إحسان من لم يرفع إلى الغد ويقال نغفر خطايا من هو عاص وسنزيد في إحسان من هو محسن فلما دخلوا الباب خالفوا أمره وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ ( أنهم دخلوا الباب يزحفون ) وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال ( دخلوا على أستاههم ) ويقال دخلوا منحرفين على شق وجوههم وقالوا حنطا سمقانا يعني حنطة حمراء بلغة النبط استهزاء وتبديلا وإنما قال ذلك سفهاؤهم فذلك قوله تعالى " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم " يعني فير ذلك القول وقالوا بخلاف ما قيل لهم
قال الله تعالى " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا " أي عذابا " من السماء " وهو موت الفجاءة وقال أبو روق الرجز الطاعون ويقال مات منهم بالطاعون سبعون ألفا في وقت واحد ويقال نزلت بهم نار فاحترقوا ويقال وقع بينهم قتال فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضا
وقوله تعالى " بما كانوا يفسقون " يعني جزاء لفسقهم وعصيانهم ثم رجع إلى قصة موسى عليه السلام حين كانوا في التيه وأصابهم العطش فاستغاثوا بموسى فدعا ربه فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب بعصاه الحجر فأخذ موسى حجرا مربعا مثل رأس الإنسان ووضعه في المخلاة بين يدي قومه ضرب بعصاه عليه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ماء عذبا وكانت بنو إسرائيل اثني عشر سبطا لكل سبط منهم عين على حدة
قال الفقيه حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مندوسة قال حدثنا أبو القاسم أحمد بن حمزة الصفار قال حدثنا عيسى بن أحمد قال حدثنا يزيد بن هارون عن الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي قال تاه بنو إسرائيل في اثني عشر فرسخا أربعين عاما على غير ماء وجعل لهم حجرا مثل رأس الثور فإذا نزلوا منزلا وضعوه فضربه موسى بعصاه فذلك قوله " وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر "
" فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " فإذا ساروا حملوه واستمسك وقال بعضهم كان يخرج عينا واحدةه ثم تتفرق على اثنتي عشرة فرقة وتصير اثني عشر نهرا وقال بعضهم كان للحجراثنا عشر ثقبا يخرج منها مشربهم وموردهم يعني موضع شربهم من العيون قال مقاتل كان الحجر مربعا وكان جبريل عليه السلام أمر موسى يوم جاوز البحر ببني إسرائيل وإنما انفجرت اثنتا عشرة عينا لأنه أخذ من مكان فيه اثنا عشر طريقا