٨٨
ولكن كانت لهم محنة أولئك فاحتالوا وحبسوا ذلك السمك في يوم السبت وأخذوه يوم الأحد فلما لم تصبهم العقوبة لفعلهم ذلك أمنوا واستحلوا أخذها فمسخهم الله قردة وقد بين قصتهم في سورة الأعراف في قوله تعالى " وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " الأعراف ١٦٣
قوله تعالى " فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " يعني مبعدين من رحمة الله وأصله في اللغة من البعد يقال خسأ الكلب إذا بعد ويقال " خاسئين " يعني صاغرين ذليلين
قوله تعالى " فجعلناها نكالا " يعني جعلنا تلك العقوبة نكالا " لما بين يديها " يعني لما سبق منهم من الذنب " وما خلفها " يعني عبرة لمن بعدهم ويقال " فجعلناها " يعني تلك القرية " نكالا لما بين يديها " من القرى " وما خلفها " من القرى ليعتبروا بها " وموعظة للمتقين " يعني نهيا لأمة محمد ﷺ وعبرة لهم
قال الفقيه حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد قال حدثنا أبو بكر الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا كثير بن هشام عن المسعودي عن علقمة بن مرثد عن المسور بن الأحنف قال قيل لعبد الله بن مسعود أرأيت القردة والخنازير أمن نسل القرود والخنازير التي قد مسخت قال عبد الله بن مسعود أن الله تعالى لم يمسخ أمة فجعل لها نسلا ولكنها من نسل قرود وخنازير كانت قبل ذلك
سورة البقرة الآيات ٦٧ - ٧١
قوله تعالى " وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " قال ابن عباس وذلك أن بني إسرائيل قيل لهم في التوراة أيما قتيل وجد بين قريتين لا يدرى قاتله فليقس إلى أيتهما أقرب فعمد رجلان أخوان من بني إسرائيل إلى ابن عم لهما واسمه عاميل فقتلاه لكي يرثاه وكانت ابنة عم لهما شابة جميلة حسناء فخشيا أن ينكحها ابن عمها عاميل ثم حملاه فألقياه إلى جانب قرية فأصبح أهل القرية والقتيل بين أظهرهم فأخذ أهل القرية بالقتيل وجاؤوا به إلى موسى
وروى ابن سيرين عن عبيدة السلماني أن رجلا كان له قرابة فقتله ليرثه ثم ألقاه على