٩٨
ثم قال " وما الله بغافل عما تعملون " أي لا يخفى على الله تعالى من أعمالهم شيء ويجازون بأعمالهم
ثم قال " أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة " يعني اختاروا الدنيا على الآخرة " فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون " ليس لهم مانع يمنعهم من العذاب
سورة البقرة آية ٨٧
قوله تعالى " ولقد آتينا موسى الكتاب " يعني أعطينا " موسى الكتاب " يعني أعطينا موسى عليه السلام التوراة جملة واحدة ويقال الألواح " وقفينا من بعده بالرسل " يعني أتبعنا وأردفنا معناه أرسلنا رسولا على أثر رسول يقال قفوت الرجل إذا ذهبت في أثره " وآتينا " يعني أعطينا " عيسى ابن مريم البينات " يعني الآيات والعلامات مثل إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص " وأيدناه بروح القدس " قرأ ابن كثير " القدس " بسكون الدال وقرأ الباقون برفع الدال تفسيرهما واحد يعني أعانه بجبريل حين أرادوا قتله فرفعه إلى السماء وقال بعضهم " أيدناه " أي قويناه وأعناه باسم الله الأعظم الذي يحيي به الموتى
وقوله تعالى " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم " يقول بما لا يوافق هواكم " استكبرتم " يعني تعظمتم من الإيمان قال الزجاج معناه أنفتم أن تكونوا اتباعا له لأنه كانت لهم رياسة وكانوا متبوعين فلم يؤمنوا مخافة أن تذهب عنهم الرياسة فقالوا " ففريقا كذبتم " مثل عيسى ابن مريم ومحمد ﷺ وعلى جميع الأنبياء وسلم " وفريقا تقتلون " مثل يحيى وزكريا عليهما السلام
سورة البقرة الآيات ٨٨ - ٩٠
قوله تعالى " وقالوا قلوبنا غلف " قرأ ابن عباس رضي الله عنه " غلف " بضم اللام وهي قراءة شاذة وقرأ الجمهور بسكون اللام يعني ذو غلاف والواحد أغلف مثل أحمر وحمر ومعناه أنهم يقولون قلوبنا في غطاء من قولك ولا نفقه حديثك وهذا كما قال في آية أخرى