١١٩
يلبثوا في القبور إلا ما بين العصر إلى غروب الشمس أو ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ويقال يعني بين النفختين لأنه يرفع عنهم العذاب فيما بين ذلك وقال مقاتل كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من النهار " يتعارفون بينهم " قال الكلبي يعني يتعارفون بينهم حين خرجوا من قبورهم ثم تنقطع عنهم المعرفة فلا يعرف أحد أحدا وقال الضحاك يتعارفون بينهم حين خرجوا وذلك أن أهل الإيمان يبعثون يوم القيامة على ما كانوا عليه في الدنيا من التواصل والتراحم يعرف بعضهم بعضا محسنهم لمسيئهم وأما أهل الشرك فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
قال الله تعالى " قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله " يعني بالبعث بعد الموت " وما كانوا مهتدين " يقول لم يكونوا مؤمنين في الدنيا
وقال تعالى " وإما نرينك بعض الذي نعدهم " من العذاب " أو نتوفينك " قبل أن نريك " فإلينا مرجعهم " يعني مصيرهم في الآخرة وروي عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله أنهما قالا أخبر الله تعالى نبيه ﷺ أن يستخلف أمته من بعده " ثم الله شهيد " في الآخرة " على ما يفعلون " في الدنيا من الكفر والتكذيب
سورة يونس ٤٧ - ٤٩
قوله تعالى " ولكل أمة رسول " يعني لأهل كل دين رسول أتاهم " فإذا جاء رسولهم " يعني فأبلغهم فكذبوه " قضي بينهم " وبين رسولهم " بالقسط " يعني بالعدل " وهم لا يظلمون " يعني لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا وقال مجاهد " فإذا جاء رسولهم " يعني يوم القيامة " قضي بينهم " بالعدل " وهم لا يظلمون "
قوله تعالى " ويقولون متى هذا الوعد " وهو قوله تعالى " فإما نرينك بعض الذي نعدهم " " إن كنتم صادقين " أن العذاب ينزل بنا " قل " يا محمد " لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا " يعني ليس في يدي دفع مضرة ولا جر منفعة " إلا ما شاء الله " أن يقويني عليه قال مقاتل معناه قل لا أملك لنفسي أن أدفع عنها سوءا حين ينزل ولا أن أسوق إليها خيرا إلا ما شاء الله فيصيبني فكيف أملك على نزول العذاب بكم وقال القتبي الضر بضم الضاد الشدة والبلاء كقوله " وإن يمسسك الله بضر " [ الأنعام : ١٧ ] وكقوله " ثم إذا كشف الضر عنكم " [ النحل : ٥٤ ] والضر بفتح الضاد ضد النفع ومنه قوله تعالى " قل لا أملك لنفسي ضر ولا نفعا " [ يونس : ٤٩ ] يعني قل لا أملك جر نفع ولا دفع ضر
ثم قال " لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم " يعني وقتنا ويقال " لكل أمة أجل " أي