١٢٨
ثم قال تعالى " على خوف من فرعون وملائهم " أي فما أمن لموسى خوفا من فرعون " وملأهم " أي قومهم إشارة إلى فرعون بلفظ الجماعة كقوله " فإلم يستجيبوا لكم " [ هود : ١٤ ] يعني محمدا ﷺ خاصة " أن يفتنهم " يعني يقتلهم " وإن فرعون لعال في الأرض " يعني لعات ويقال لغالب ويقال المخالف والمتكبر في أرض مصر " وإنه لمن المسرفين " يعني لمن المشركين روى موسى بن عبيدة عن محمد بن المنكدر قال عاش فرعون ثلاثمائة سنة منها مائتين وعشرين سنة لم ير مكروها ودعاه موسى عليه السلام ثمانين سنة
" وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " يعني ثقوا بالله وذلك حين قالوا له " أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا " [ الأعراف : ١٢٩ ] فلما قال لهم هذا موسى عليه السلام " قالوا على الله توكلنا " يعني فوضنا أمرنا إليه " ربنا لا تجعلنا فتنة " يقول بلية وعبرة " للقوم الظالمين " يعني لا تنصرهم علينا قال مجاهد يعني لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون ولا بعذاب من عندك فيقولوا لو كانوا على الحق ما عذبوا وما سلطنا عليهم فيفتنوا بنا " ونجنا برحمتك " يعني بنعمتك " من القوم الكافرين " يعني فرعون وقومه
سورة يونس ٨٧ - ٨٩
قال الله تعالى " وأوحينا إلى موسى وأخيه " هارون وذلك لما منعهم فرعون وقومه الصلاة علانية وخربوا مساجدهم " أن تبوءا لقومكما بيوتا " يعني إتخذوا لقومكما بمصر مساجد في جوف البيوت " واجعلوا بيوتكم قبلة " يعني مساجد فتصلون فيها ويقال " واجعلوا بيوتكم قبلة " أي حولوا بيوتكم نحو القبلة وقال مجاهد كانوا يصلون في البيع فأمرهم أن يصلوا في البيوت وقال إبراهيم النخعي كانوا خائفين فأمرهم بالصلاة في بيوتهم وكان إبراهيم النخعي خائفا من الحجاج وكان يصلي في بيته
ثم قال تعالى " وأقيموا الصلاة " يعني أتموها بركوعها وسجودها ولم يأمرهم بالزكاة لأن فرعون قد إستعبدهم وأخذ أموالهم فلم يكن لهم مال يجب عليهم الزكاة فيه ثم قال للنبي ﷺ " وبشر المؤمنين " يعني المصدقين بتوحيد الله تعالى بالجنة قرأ عاصم في