١٣١
جبريل عليه السلام يناجي النبي ﷺ فقال له ذات يوم يا محمد ما غاظني عبد من عباد الله تعالى مثل ما غاظني فرعون لما أدركه الغرق قال " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل " فخشيت أن تدركه الرحمة فضربت بيدي في البحر فأخذت كفا من حمئه وربما قال من طينه فكبسته في فيه فما نبس بكلمة
قوله تعالى " فاليوم ننجيك ببدنك " يقول نخرجك من البحر بجسدك وقال أبو عبيدة نلقيك على نجوة من الأرض والنجوة من الأرض ما إرتفع منها " ببدنك " أي وحدك " لتكون لمن خلفك آية " يعني عبرة لمن بعدك من الكفار لكيلا يدعوا الربوبية وقال قتادة لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك فأخرجه الله تعالى من البحر ليكون لهم عظة وآية " وإن كثيرا من الناس عن آياتنا " يعني عن هلاك فرعون " لغافلون " يخالفون ولا يعتبرون
سورة يونس ٩٣
ثم قال تعالى " ولقد بوأنا بني إسرائيل " يعني أنزلنا بني إسرائيل " مبوأ صدق " يعني منزل صدق وهو أرض مصر وذلك أن الله تعالى قد وعد لهم بأن يورثهم أرض مصر فلما غرق فرعون رجع موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى أرض مصر فنزلوا بها وسكنوا الديار ويقال " مبوأ صدق " يعني أرضا كريمة يعني أرض الأردن وفلسطين ويقال منزلا حسنا وقال قتادة أرض الشام ويقال الأرض المقدسة " ورزقناهم من الطيبات " يعني من ميراث أهل مصر وأهل الشام " فما اختلفوا حتى جاءهم العلم " فما اختلفوا في الدين حتى جاءهم الكتاب يعني جاءهم موسى عليه السلام بعلم التوراة فاختلفوا من بعد يوشع بن نون ويقال فما اختلفوا في أمر محمد ﷺ حتى جاءهم العلم يعني خرج النبي ﷺ وجاء بالقرآن إليهم لأنهم لم يزالوا مؤمنين به وذلك أنهم يجدونه مكتوبا عندهم فلما جاءهم محمد ﷺ جحدوا به بعد العلم " إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون " من الذين آمن به بعضهم وكفر به بعضهم
سورة يونس ٩٤ - ٩٧
قوله تعالى " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك " والله أعلم أنه لم يشك ولا يشك