١٦٦
والميزان تزول عنكم النعمة والسعة ويصيبكم القحط والشدة وعذاب الآخرة وقال مجاهد " إني أراكم بخير " يعني برخص السعر
" ويا قوم أوفوا المكيال والميزان " يعني أتموا الكيل والوزن " بالقسط " يقول بالعدل " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " يعني لا تنقصوا الناس حقوقهم " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " يعني لا تسعوا في الأرض بالفساد والمعاصي ونقصان الكيل والوزن وقال سعيد بن المسيب إذا أتيت أرضا يوفون المكيال والميزان فأطل المقام بها وإذا أتيت أرضا ينقصون المكيال والميزان فأقل المقام بها وقال عكرمة أشهد أن كل كيال ووزان في النار قيل له فمن وفى الكيل والوزن قال ليس رجل في المدينة يكيل كما يكتال ولا يزن كما يوزن والله تعالى يقول " ويل للمطففين " [ المطففين : ١ ]
ثم قال " بقية الله خير لكم " قال إبن عباس ما أبقى الله لكم من الحلال خير لكم من الحرام " إن كنتم مؤمنين " يعني مصدقين فصدقوني فيما أقول لكم ويقال ثواب الله خير لكم في الآخرة وقال مجاهد " بقية الله خير لكم " يعني طاعة الله " إن كنتم مؤمنين " خير لكم ويقال ثواب الله خير لكم في الآخرة " وما أنا عليكم بحفيظ " يعني رقيبا ووكيلا وإنما علي البلاغ
سورة هود ٨٧ - ٨٩
قوله " قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك " يعني قال له قومه قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " أصلاتك " بلفظ الوحدان يعني أقراءتك ويقال أدعاؤك يأمرك وقرأ الباقون " أصلواتك " بلفظ الجماعة يعني أكثرة صلواتك تأمرك " أن نترك ما يعبد آباؤنا " وكان شعيب كثير الصلاة " أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء " من نقصان الكيل والوزن " إنك لأنت الحليم الرشيد " يعني السفيه الضال إستهزاء منهم به
" قال " شعيب " يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي " يعني على دين وطاعة وبيان وأتاني رحمة من ربي " ورزقني منه رزقا حسنا " يعني بعثني بالرسالة فهداني لدينه ووسع علي من رزقه وقال الزجاج جواب الشرط ها هنا متروك والمعنى إن كنت على بينة من ربي أتبع الضلال فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى