١٨٦
المؤمن عن الإيمان وعند أهل السنة الكبيرة لا تخرج المؤمن عن الإيمان وجاز جريان المعصية قبل النبوة وقال عامة المفسرين إن إخوته باعوه وروي عن إبن عباس أن إخوته باعوه بعشرين درهما وكتب يهوذا شراءه على رجل منهم
ثم قال " وكانوا فيه من الزاهدين " يعني الذين اشتروه لم يعلموا بحاله وقصته ويقال يعني إخوة يوسف في ثمنه لم يكونوا محتاجين إليه ثم إن مالك بن دعر لما أدخله مصر باعه قال مقاتل باعه بعشرين دينارا ونعلين وحلة وقال الكلبي بعشرين درهما ونعلين وحلة وقال بعضهم باعه بوزنه فضة وقال بعضهم باعه بوزنه ذهبا وقال وهب بن منبه باعه مالك بن دعر بعدما عرضه في بيع من يزيد ثلاثة أيام فزاد الناس بعضهم على بعض حتى بلغ ثمنه بحيث لا يقدر أحد عليه فاشتراه عزيز مصر وكان خازن الملك وصاحب جنوده لامرأته زليخا بوزنه مرة مسكا ومرة لؤلؤا ومرة ذهبا ومرة فضة ومرة حللا وسلم كلها
سورة يوسف ٢١ - ٢٢
قوله تعالى " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته " قال إبن عباس كان إسمه قوطيفر وهو العزيز قال لامرأته واسمها زليخا " أكرمي مثواه " يعني منزله وولايته " عسى أن ينفعنا " في ضياعنا وغلاتنا على وجه التبرك به " أو نتخذه ولدا " يقول نتبناه فيكون إبنا لنا وروى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال أفرس الناس ثلاثة العزيز حين قال لامرأته " أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا " وبنت شعيب التي قالت " يا أبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوي الأمين " [ القصص : ٢٦ ] وأبو بكر حين تفرس في عمر رضي الله عنها وولاه من بعده
قال الله تعالى " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض " يعني في أرض مصر وهي أربعون فرسخا في أربعين فرسخا " ولنعلمه من تأويل الأحاديث " يعني كي يلهمه تعبير الرؤيا وغير ذلك من العلوم " والله غالب على أمره " إذا أمر بشيء لا يقدر أحد أن يرد أمر الله تعالى إذا أراد بأحد من خلقه ويقال " والله غالب على أمره " يعني والله متم ليتم أمر يوسف الذي