١٩٠
سورة يوسف ٣٠ - ٣٣
قوله تعالى " وقال نسوة في المدينة " قال الكلبي هن أربع نسوة إمرأة ساقية يعني ساقي الملك وامرأة الخباز وامرأة صاحب السجن وامرأة صاحب دوابه ويقال هن خمس خامستهن امرأة صاحب الملك ويقال أربعون إمرأة ويقال جماعة كثيرة من النساء إجتمعن في موضع وقلن فيما بينهن " إمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه " يعني تطلب عبدها وتدعوه إلى نفسها " قد شغفها حبا " قال الحسن يعني قد شق شغاف قلبها حبه وقال عامر الشعبي الشغوف المحب والمشغوف المحبوب وقال القتبي " قد شغفها حبا " أي بلغ الحب شغافها وهو غلاف القلب ومن قرأ " قد شغفها " أي فتنها من قولك فلان شغوف بفلانة ويقال شغف الشيء الشيء إذا علاه " قد شغفها " أي علاها ويقال أهلكها فلا تعقل غيره " إنا لنراها في ضلال مبين " يعني في خطأ بين ويقال في عشق بين فلا تعقل غيره
قوله تعالى " فلما سمعت بمكرهن " يعني سمعت زليخا بمقالتهن وإنما سمي قولهن مكرا والله أعلم لأن قولهن لم يكن على وجع النصيحة والنهي عن المنكر ولكن كان على وجه الشماتة والتعيير " أرسلت إليهن " فدعتهن " وأعدت لهن متكأ " يعني إتخذت لهن وسائد يتكئن عليها لجلوسهن وذلك أنها إتخذت ضيافة ودعت النسوة ووضعت الوسائد لجلوسهن وقال الفراء من قرأ " متكأ " غير مهموز فإنه الأترج وكذلك قال إبن عباس
روى منصور عن مجاهد أنه قال من قرأ مثقلة قال يعني الطعام ومن قرأ مخففة قال الأترج ويقال الزماورد وهو نوع من التمر وقال عكرمة كل شيء يقطع بالسكين " وآتت كل واحدة منهن سكينا " يعني أعطت زليخا كل واحدة من النسوة سكينا وأمرت يوسف بأن يلبس أحسن ثيابه وزينته أحسن الزينة " وقالت أخرج عليهن " يعني أخرج على النساء فخرج عليهن روى أبو الأحوص عن إبن مسعود قال أوتي يوسف وأمه ثلث حسن الناس في الوجه والبياض وغير ذلك وكانت المرأة إذا رأت يوسف غطى وجهه مخافة أن تفتن به فلما خرج يوسف إلى النسوة غطى وجهه فنظرن إليه " فلما رأينه أكبرنه " يقول أعظمنه أي


الصفحة التالية
Icon