٢٠٠
كيل لكم عندي ) فيما تستقبلون " ولا تقربون " يعني ولا تستقبلوا إلي مرة أخرى فإني لا أعطي لكم الطعام قال الزجاج القراءة بالكسر يعني بكسر النون وهو الوجه ويجوز " ولا تقربون " بفتح النون لأنها نون الجماعة كما قال " فبم تبشرون " [ الحجر : ٥٤ ] بفتح النون قال ويكون " ولا تقربون " لفظه لفظ الخبر ومعناه معنى النهي
سورة يوسف ٦١ - ٦٤
قوله تعالى " قالوا سنراود عنه أباه " يعني سنطلب من أبيه أن يبعثه معنا " وإنا لفاعلون " يعني لصانعون ذلك فنطلبه من أبيه ليبعثه ويقال وإنا لضامنون ذلك " وقال لفتيانه " قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " لفتيانه " بالألف والنون وقرأ الباقون " لفتيته " فقال أهل اللغة الفتيان والفتية بمعنى واحد وهم الغلمان والخدم يعني قال يوسف لغلمانه وقومه الذين يكيلون يعني الطعام " واجعلوا بضاعتهم في رحالهم " يعني دسوا دراهمهم في رحالهم يعني في جواليقهم " لعلهم يعرفونها " يعني يعرفون كرامتي عليهم " إذا انقلبوا " يعني إذا رجعوا " إلى أهلهم لعلهم يرجعون " الثانية
قال الفراء فيها قولان أحدهما أن يوسف خاف ألا يكون عند أبيهم دراهم فجعل البضاعة في رحالهم لعلهم يرجعون ولا يتأخرون عن الرجوع بسبب الدراهم والآخر أنهم إذا عرفوا بضاعتهم وقد إكتالوا الطعام ردوها عليه ولا يستحلون إمساكها لأنهم أنبياء الله تعالى لا يستحلون إمساك مال الغير " فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل " فيما نستقبل يعني الحنطة وأخبروه بالقصة قالوا " فأرسل معنا أخانا " بنيامين " نكتل " يعني يشتري هو ويكيلون لنا " وإنا له لحافظون " من الضيعة حتى نرده إليك قرأ حمزة والكسائي " يكتل " بالياء وقرأ الباقون بالنون فمن قرأ بالياء يعني هو يكتال لنفسه لأنهم كانوا لا يبيعون من كل رجل إلا وقرأ واحد ومن قرأ بالنون فمعناه أن الملك قد أخبر أنه لا كيل لنا في المستقبل فلو أرسلته معنا فإنا نكتال منه فلما أخبروه بذلك " قال " يعقوب عليه السلام " هل آمنكم عليه " يعني هل أئتمنكم عليه " إلا كما أمنتكم على أخيه " يوسف " من قبل " ومعناه هكذا قلتم لي في أمر يوسف ولا أقدر أن آخذ عليكم من العهد أكثر ما أخذت عليكم في يوسف من قبل قرأ إبن مسعود هل تحفظونه إلا كما حفظتم من قبل أخاه يوسف " فالله خير حافظا " منكم إن أرسلته معكم " وهو أرحم الراحمين " حين خلصه من الجوع ولا بد من


الصفحة التالية
Icon