٢١٧
بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص " وزرع ونخيل صنوان " كلها بالضم على معنى الإبتداء وقرأ الباقون بالكسر على معنى النعت للجنات ويقال على وجه المجاورة لأن الزرع لا يكون في الجنات
ثم قال " يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل " يعني أن الماء والتراب واحد وتكون الثمار مختلفة في ألوانها وطعومها فدل على نفسه وبراهينه على من ضل عنه لأنه لو كان ظهور الثمار بالماء والتراب لوجب في القياس أن لا تختلف الألوان والطعوم ولا يقع التفاضل في الجنس الواحد إذا ثبت في مغرس واحد وسقي بماء واحد ولكنه صنع اللطيف الخبير وقال مجاهد هذا مثل لبني آدم أصلهم من أب واحد ومنهم صالح ومنهم خبيث
ثم قال تعالى " إن في ذلك " يعني فيما ذكر " لآيات لقوم يعقلون " أنه من الله تعالى قرأ حمزة والكسائي " يسقى " بالياء و " يفضل " بالياء وقرأ عاصم وابن عامر في إحدى الروايتين " يسقى " بالياء بلفظ التذكير " ونفضل " بالنون وقرأ الباقون " تسقى " بالتاء " ونفضل " بالنون
سورة الرعد ٥
ثم قال تعالى " وإن تعجب فعجب قولهم " قال الكلبي يعني إن تعجب من تكذيب أهل مكة لك وكفرهم بالله " فعجب قولهم " يقول أعجب من ذلك قولهم " أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد " وقال مقاتل " وإن تعجب " مما أوحينا إليك من القرآن فعجب قولهم " أئذا كنا ترابا " " أئنا لفي خلق جديد " إكذابا منهم بالبعث قرأ الكسائي " أإذا " بهمزتين على وجه الإستفهام وقرأ عاصم وحمزة كليهما بهمزتين وقرأ أبو عمرو " آيذا " بهمزة واحدة مع المد وكذلك في قوله " آينا " بالمد وقرأ ابن كثير " أيذا " بالياء وكذلك " أينا " وقرأ ابن عامر " إيذا كنا " بهمزة واحدة بغير إستفهام " أينا " بالهمزة والمد قال لأنهم لم يشكوا في الموت وإنما شكوا في البعث فينبغي أن يكون الإستفهام في الثاني دون الأول
ثم قال تعالى " أولئك الذين كفروا بربهم " يعني جحدوا بوحدانية الله تعالى " وأولئك الأغلال في أعناقهم " يعني تغل أيمانهم على أعناقهم بالحديد في النار " وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " أي دائمون فيها ولا يخرجون منها
سورة الرعد ٦