٢٢٧
هريرة " طوبى " شجرة في الجنة وقال قتادة هي كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك إذا أصبت خيرا وقال عكرمة " طوبى لهم " أي نعمى لهم ويقال " طوبى لهم " أي خير لهم ثم قال تعالى " وحسن مآب " يعني حسن المرجع في الآخرة
سورة الرعد ٣٠
قوله تعالى " كذلك أرسلناك في أمة " يقول هكذا بعثناك في أمة كما بعثنا إلى من كان قبلك من الرجال في الأمم الخالية " قد خلت من قبلها أمم " يعني قد مضت من قبل قومك " أمم لتتلو عليهم " يعني أرسلناك لتقرأ عليهم " الذي أوحينا إليك " من القرآن " وهم يكفرون بالرحمن " يعني يجحدون ويكذبون وذلك أن عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه قالوا ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب
قال الله تعالى " قل هو ربي " يعني قل يا محمد الرحمن الذي تكفرون به هو الله ربي الذي " لا إله إلا هو عليه توكلت " يعني فوضت أمري إليه " وإليه متاب " يعني وإليه أتوب وأرجع
سورة الرعد ٣١
قوله تعالى " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " وذلك أن عبد الله بن أمية وغيره من كفار مكة قالوا للنبي ﷺ سير لنا جبال مكة ذهبا وفضة حتى نعلم أنك صادق في مقالتك أو قرب أسفارنا كما فعل سليمان بن داود بريحه أو كلم موتانا كما فعل عيسى بدعائه فنزل " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " عن أماكنها " أو قطعت به الأرض " غدوها شهر ورواحها شهر " أو كلم به الموتى " فلم يذكر جوابه لأن في الكلام دليلا عليه يعني لو فعلنا ذلك بقرآن قبل قرآن محمد ﷺ لفعلنا ذلك بقرآن محمد ﷺ ويقال لو فعل أحد من الأنبياء ما سألتموني لفعلت لكم ولكن الأمر إلى الله تعالى إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل فذلك قوله تعالى " بل لله الأمر جميعا " ويقال معناه ولو أن قرآنا سيرت به الجبال عن أماكنها أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لم يؤمنوا به وهذا كقوله " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا " [ الأنعام : ١١١ ] الآية إلى قوله " ما كانوا ليؤمنوا " [ الأنعام : ١١١ ] " بل لله الأمر جميعا " إن شاء هدى من كان أهلا لذلك وإن شاء لم يهد من لم يكن أهلا لذلك