٣٠٠
فيه وذكر قصة طويلة فنزل " سبحان الذي أسرى بعبده " محمدا ﷺ من أول الليل من المسجد الحرام يقول من الحرم من بيت أم هانىء بنت أبي طالب إلى المسجد الأقصى أي الأبعد يعني إلى مسجد إيلياء وهو بيت المقدس " الذي باركنا حوله " بالماء والأشجار وهو المدائن التي حوله مثل دمشق والأردن وفلسطين " لنريه من آياتنا " أي لكي نريه من آياتنا أراه الله تعالى في تلك الليلة من عجائب السموات والأرض " إنه هو السميع " لمقالة أهل مكة وإنكارهم " البصير " أي العليم بهم
وذلك أنه لما أخبرهم عن قصة تلك الليلة أنكروا وروى الزهري عن عروة قال إنه لما أسري به ﷺ إلى المسجد الأقصى فأخبر الناس بذلك فارتد ناس كثير ممن كان صدقه وفتنوا بذلك وكذبوا به وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا له هذا صاحبك يزعم أنه قد أسري به الليلة إلى بيت المقدس ثم رجع من ليلته فقال أبو بكر أو قال ذلك قالوا نعم قال فإني أشهد إن كان قال ذلك أنه قد صدق فقالوا أتصدقه بأنه جاء إلى الشام ورجع في ليلة واحدة قبل أن يصبح فقال أبو بكر نعم إني أصدقه في أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة وعشية فذلك سمي أبو بكر الصديق قال الزهري أخبرني أنس بن مالك أن النبي ﷺ فرضت عليه الصلاة ليلة أسري به خمسين ثم نقصت إلى خمس ثم نودي يا محمد ما يبدل القول لدي وإن لك بالخمس خمسين
سورة الإسراء ٢ - ٥
ثم قال الله تعالى " وآتينا موسى الكتاب " أي التوراة جملة واحدة " وجعلناه " أي الكتاب " هدى لبني إسرائيل " أي بيانا لهم من الضلالة أي دللناهم به على الهدى " ألا تتخذوا من دوني وكيلا " يعني ألا تعبدوا من دوني ربا
قوله " ذرية " يعني بالذرية " من حملنا مع نوح " في السفينة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ويقال معناه ألا تعبدوا ذرية من حملنا مع نوح مثل عيسى وعزير قرأ أبو عمرو " أن لايتخذوا " بالياء على معنى المغايبة والخبر عنهم أي أعطيناك الكتاب لكيلا يتخذوا إلها غيري وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة أي قل لهم لا تتخذوا إلها غيري