٣٠٦
سعيهم مشكورا ) أي عملهم مقبولا ويقال معناه من كان غرضه وقصده وعزمه الدنيا وحطامها وزهرتها عجلنا له فيها للمزيد في الدنيا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه بإرادتنا لا بإرادته ومن كان قصده وعزمه الآخرة وعمل عمل الآخرة فنعطي له ما يريد من الآخرة
سورة الإسراء ٢٠ - ٢٢
قوله تعالى " كلا نمد هؤلاء " أي كلا الفريقين من المؤمنين والكافرين نعطي هؤلاء من أهل الطاعة " وهؤلاء " من أهل المعصية " من عطاء ربك " أي من رزق ربك وقال الحسن " كلا نمد " أي نعطي من الدنيا البر والفاجر " وما كان عطاء ربك محظورا " أي محبوسا عن البر والفاجر في الدنيا
" أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض " في الدنيا بالمال " وللآخرة أكبر درجات " يقول ولفضائل الآخرة أرفع درجات مما فضلوا في الدنيا " وأكبر تفضيلا " أي وأرفع في الثواب وقال الضحاك " وللآخرة أكبر درجات " في الجنة فالأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه والأسفل لا يرى أن فوقه أحدا وقال مقاتل معناه فضل المؤمنين في الآخرة على الكفار أكبر من فضل الكفار على المؤمنين في المال في الدنيا وقال بعض الحكماء إذا أردت هذه الدرجات وهذا التفضيل فاستعمل هذه الخصال التي ذكر في هذه الآيات إلى قوله " عند ربك مكروها " وروي عن إبن عباس أنه قال هذه الثماني عشرة آية كانت في ألواح موسى حيث كتب الله له فيها أنزلها الله تعالى على نبيه محمد عليه السلام وهي كلها في التوحيد وهي في الكتب كلها موجودة لم تنسخ قط وهو قوله تعالى " لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما " أي ويذمك الناس بفعلك " مخذولا " ويخذلك الذي تعبده فتبقى في النار يذمك الله ويذمك الناس وتذم نفسك " مخذولا " أي يخذلك معبودك ولا ينصرك
سورة الإسراء ٢٣ - ٢٤
قوله عز وجل " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي أمر ربك أن ألا تطيعوا أحدا إلا إياه يعني إلا الله تعالى فلا تطيعوا أحدا في المعصية وتطيعوا الله في الطاعة ويقال لا توحدوا إلا الله " وبالوالدين إحسانا " أي أمر بالإحسان إلى الوالدين برا بهما وعطفا عليهما " إما يبلغن عندك الكبر " قرأ حمزة والكسائي " إما يبلغان " بلفظ التثنية لأنه سبق ذكر الوالدين


الصفحة التالية
Icon