٣١٢
قوله عز وجل " ذلك مما أوحى إليك ربك " يعني مما بين الله تعالى وأمر ونهى وكان ذلك مكتوبا في اللوح وأوحى إليك ربك " من الحكمة " أي بيان الحلال والحرام " ولا تجعل " أي لا تقل " مع الله إلها آخر " فالخطاب للنبي ﷺ والمراد به أمته " فتلقى " أي تطرح " في جهنم ملوما " أي يلومك الناس " مدحورا " أي مقصيا من كل خير وقال القتبي " مدحورا " أي مبعدا يقال في الدعاء اللهم إدحر عني الشيطان أي أبعده عني
قوله عز وجل " أفأصفاكم ربكم بالبنين " أي أفاختاركم بالبنين " واتخذ " لنفسه " من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما " في العقوبة ويقال قولا منكرا قبيحا
قال تعالى " ولقد صرفنا في هذا القرآن " أي من كل وجه " ليذكروا " أي ليتعظوا بالقرآن ويقال في القرآن من كل شيء يحتاج إليه الناس ويقال بينا في هذا القرآن من كل وعد ووعيد " ليذكروا " أي ليتعظوا بما في القرآن فينتهوا عن عبادة الأوثان " وما يزيدهم " أي الوعيد في القرآن " إلا نفورا " أي تباعدا عن الإيمان قرأ حمزة والكسائي " ليذكروا " بالتخفيف يعني ليذكروا ما فيه وقرأ الباقون بالتشديد لأن أصله ليتذكروا فأدغم التاء في الذال وشدد
سورة الإسراء ٤٢ - ٤٤
قوله عز وجل " قل لو كان معه آلهة " قال إبن عباس قل لأهل مكة " لو كان معه آلهة " " كما يقولون " من الأوثان " إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا " أي طريقا وكانوا كهيئته وقال قتادة أي يعرفوا فضل ذي العرش ومرتبته عليهم ويقال إبتغوا طريقا للوصول إليه وقال مقاتل لطلبوا سبيلا ليقهروه كفعل الملوك بعضهم بعضا
ثم نزه نفسه عن الشريك فقال تعالى " سبحانه " أي تنزيها له " وتعالى عما يقولون " أي عما يقول الظالمون أن معه شريكا " علوا كبيرا " أي بعيدا عما يقول الكفار
وقوله " تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن " من الخلق " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " أي ما من شيء إلا يسبح له بأمره وبعلمه " ولكن لا تفقهون تسبيحهم " وقال الكلبي كل شيء ينبت يسبح من الشجر وغير ذلك فإذا قطع منه صار ما قطع منه ميتا لا يسبح
وروي عن الحسن أنه قيل له أيسبح هذا الخوان قال كان يسبح في شجره فأما الآن فلا ويقال إذا قطع الشجر فإنه يسبح ما دام رطبا بدليل ما روي عن رسول الله ﷺ أنه مر بقبرين فقال إنهما ليعذبان في القبر ومما يعذبان بكبيرة فأما أحدهما كان يمشي بالنميمة


الصفحة التالية
Icon