٥١٧
قوله عز وجل " ألم تر أن الله يسبح له " يعني يصلي له ويذكر له ويقال يخضع له " من في السموات والأرض " أي من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من الخلق " والطير صافات " يعني مفتوحة الأجنحة وأصل الصف هو البسط ولهذا يسمى اللحم القديد صفيفا لأنه يبسط " كل قد علم صلاته وتسبيحه " يعني كل واحد من المسبحين يعلم كيف يصلي وكيف يسبح " والله عليم بما يفعلون " يعني والله يعلم عمل كل عامل فيجازيهم بأعمالهم إلا أنه لا يعجل بعقوبة المذنبين والكافرين لأنه قادر عليهم
قوله تعالى " ولله ملك السموات والأرض " وهذا معنى قوله ولله ملك السموات قال مجاهد في قوله " كل قد علم صلاته وتسبيحه " الصلاة للإنسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه ثم قال " وإلى الله المصير " يعني إليه المرجع في الآخرة
قوله عز وجل " ألم تر أن الله يزجي سحابا " يعني يسوق سحابا " ثم يؤلف بينه " يعني يجمع بينه " ثم يجعله ركاما " يعني قطعا قطعا ويقال يجعل بعضها فوق بعض " فترى الودق " يعني المطر " يخرج من خلاله " يعني من وسط السحاب قرأ إبن عباس يخرج خلاله وقراءة العامة " من خلاله " وهي جمع خلل " وينزل من السماء من جبال فيها من برد " يعني من جبال في السماء قال مقاتل روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال جبال السماء أكثر من جبال الأرض فيها من برد يعني في الجبال من برد ويقال وهو الجبال من البرد أي ينزل من السماء من جبال البرد وروي عن إبن عباس أنه قال البرد هو الثلج وما رأيته ويقال الجبال عبارة عن الكثرة يعني ينزل الثلج مقدار الجبال كما تقول عند فلان جبال من مال أي مقدار جبال من كثرته ويقال البرد هو الذي له صلابة كهيئة الجمد " فيصيب به من يشاء " يعني البرد يصيب الزرع والإنسان إذا كان في مفازة " ويصرفه عمن يشاء " فلا يصيبه ويقال " يصيب به " يعني يعذب به من يشاء " ويصرفه عمن يشاء " فلا يعذبه " يكاد سنا برقه " يعني ضوء برقه " يذهب بالأبصار " يعني من شدة نوره قرأ أبو جعفر المدني " يذهب " بضم الياء وكسر الهاء وقراءة العامة " يذهب " بنصب الياء والهاء
ثم قال " يقلب الله الليل والنهار " يعني يذهب الله بالليل ويجيء بالنهار ويقال ينقص من النهار ويزيد من الليل " إن في ذلك " يعني في تقلبهما وإختلاف ألوانهما " لعبرة "