١٠٤
" ولؤلؤا " بالنصب ومعناه يحلون أساور ولؤلؤا
وقرأ الباقون بالكسر يعني من ذهب ومن لؤلؤ
ثم قال " ولباسهم فيها حرير " يعني لباسهم في الجنة من حرير الجنة لا كحرير الدنيا
قوله عز وجل " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " يعني حزن الموت وحزن خوف الخاتمة
ويقال هم العيش ويقال هم المرور على الصراط " إن ربنا لغفور " يغفر الذنوب " شكور " يقبل اليسير من العمل ويعطي الجزيل عز وجل " الذي أحلنا دار المقامة من فضله " يعني الحمد لله الذي أنزلنا دار الخلود والمقامة
والمقام بمعنى واحد يعني الإقامة والدوام من فضله يعني بفضله وكرمه " لا يمسنا فيها نصب " يعني لا يصيبنا في الجنة تعب " ولا يمسنا فيها لغوب " يعني لا يصيبنا فيها من أعباء كما يصيبنا في الدنيا
سورة فاطر ٣٦ - ٣٧
ثم بين حال المشركين في النار فقال عز وجل " والذين كفروا " يعني جحدوا بوحدانية الله عز وجل " لهم نار جهنم لا يقضى عليهم " الموت
ويقال لا يرسل عليهم ولا ينزل الموت " فيموتوا " حتى يستريحوا " ولا يخفف عنهم من عذابها " يعني من عذاب جهنم " كذلك نجزي كل كفور " يعني هكذا نعاقب كل كافر بالله تعالى
قرأ أبو عمرو " يجزي " بالياء وضم الياء ونصب الزاي " كل كفور " بضم اللام على معنى فعل ما لم يسم فاعله
وقرأ الباقون " نجزي " بالنون والنصب " كل كفور " بنصب اللام ومعنى القراءتين يرجع إلى شيء واحد يعني كذلك يجزي الله تعالى
ثم أخبر عن حالهم فيها فقال عز وجل " وهم يصطرخون فيها " يستغيثون صرخ يصرخ إذا أغاث واستغاث وهو من الأضداد ويستعمل للإغاثة والاستغاثة لأن كل واحد منهما يصلح وهو افتعال من الصراخ
يعني يدعون في النار ويقولون " ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " يعني نعمل غير الشرك وغير المعصية
يقول الله تعالى " أولم نعمركم " يعني أو لم نعطكم من العمر والمهلة في الدنيا " ما يتذكر فيه من تذكر " يعني يتعظ فيه من أراد أن يتعظ
وروى مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى " أو لم نعمركم " يعني أو لم نعطكم من