١١٣
ثم أتي برجل أبرص فدعا شمعون فبرئ وفعل شمعون بآخر مثل ذلك
فقال لهما شمعون فهل عندكما شيء غير هذا فقالا نعم إن ربنا يحيي الميت
فقال شمعون أنا لا أقدر على ذلك ثم قال للملك هل لك أن تأتي بالصنم فلعله يحيي الميت فيكون لك الفضل عليهما ولإلاهك فقال الملك إنك تعلم أنه لا يسمع ولا يبصر فكيف يحيي الموتى ثم قال له شمعون سلهما هل يستطيعان أن يفعلا مثل ما قالا فقال الملك عندما ميت قد مات منذ سبعة أيام وكان لأبيه ضيعة قد خرج إليها وأهله ينتظرون قدومه واستأذنوا في دفنه فأمرهم أن يؤخروه حتى يحضر أبوه فأمرهم بإحضار ذلك الميت
فلم يزالا يدعوان الله تعالى وشمعون يعينهما بالدعاء في نفسه حتى أحياه الله تعالى
فقال شمعون أنا أشهد أنهما صادقان وأن إلههما حق
فاجتمع أهل المصر وقالوا إن كلمتهم كانت واحدة فرجموهم بالحجارة وجاء أب الغلام فأسلم وقتل أب الغلام أيضا وهو حبيب النجار
ثم إن الله عز وجل بعث جبريل عليه السلام فصاح صيحة فماتوا كلهم فذلك قوله تعالى " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذوبهما فعززنا بثالث فقالوا " يعني هؤلاء الثلاثة " إنا إليكم مرسلون " وأروهم العلامات
سورة يس ١٥ - ١٩
قوله عز وجل " قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " يعني آدميا مثلنا " وما أنزل الرحمن من شيء " يعني لم يرسل الرسل من الآدميين " إن أنتم إلا تكذبون " بأنكم رسل الله تعالى
يعني أرسلكم عيسى بأمر الله تعالى فأنكروا ذلك " قالوا ربنا يعلم " يعني الرسل قالوا " ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " يعني أرسلنا عيسى عليه السلام بأمر الله تعالى " وما علينا إلا البلاغ المبين "
قوله عز وجل " قالوا إنا تطيرنا بكم " يعني قال أهل أنطاكية إنا تشاءمنا بكم وهذا الذي يصيبنا من شؤمكم وهو قحط المطر " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " يعني لنقتلنكم " وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم " يعني شؤمكم معكم وبأعمالكم الخبيثة
ويقال إن الذي يصيبكم كان مكتوبا في أعناقكم " أئن ذكرتم " يعني إن وعظتم بالله
قرأ نافع وأبو عمرو " آين ذكرتم " بهمزة واحدة ممدودة وقرأ الباقون بهمزتين
وقرأ زر بن حبيش " أن ذكرتم " بهمزة واحدة مع الفتح يعني لأنكم وعظتم فلم تتعظوا
ومن قرأ بالاستفهام فمعناه إن وعظتم تطيرتم هذا جوابا لقولهم " إنا تطيرنا بكم " ويقال معناه " أئن ذكرتم "
يعني حين وعظتم بالله تعالى تشاءمتم بنا


الصفحة التالية
Icon