١١٤
ثم قال " بل أنتم قوم مسرفون " يعني مشركون
سورة يس ٢٠ - ٢٧
قوله عز وجل " وجاء من أقصى المدينة " يعني من وسط المدينة وهو حبيب النجار " رجل يسعى " يعني يسعى في مشيه
وقال بعضهم هو الذي عاش ابنه بعد الموت بدعاء الرسل فجاء وأسلم
وقال بعضهم كان ابنه مريضا فبرئ بدعوة الرسل فصدق بهم
فلما بلغه أن القوم أرادوا قتل الرسل جاء إليهم ليمنع الناس عن قتلهم
وقال قتادة كان في غار يدعو ربه فلما بلغه مجيء الرسل أتاهم " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " يعني دين المرسلين ثم قال للرسل هل تسألون على هذا أجرا فقالوا لا
فقال القوم " اتبعوا من لا يسألكم أجرا " يعني على الإيمان " وهم مهتدون " يدعوكم إلى التوحيد
فقال له قومه تبرأت عن ديننا واتبعت دين غيرنا
قوله عز وجل " وما لي لا أعبد الذي فطرني " يعني خلقني
قرأ حمزة وابن عامر في إحدى الروايتين " وما لي " بسكون الياء وقرأ الباقون بالفتح " ومالي " وهما لغتان وكلاهما جائز
ثم قال " وإليه ترجعون " يعني تصيرون إليه بعد الموت وهذا كقوله " ولله ميراث السموات والأرض " [ آل عمران ١٨٠ ] فقالوا له ارجع إلى ديننا
فقال حبيب " أأتخذ من دونه آلهة " يعني أعبد من دونه أصناما " إن يردن الرحمن بضر " يعني ببلاء وشدة يعني إذا فعلت ذلك " لا تغن عني شفاعتهم شيئا " يعني لا تقدر الآلهة أن يشفعوا لي " ولا ينقذون " يعني لا يدفعون عني الضرر " إني " " لفي ضلال مبين " يعني إذا فعلت ذلك لفي خسران بين " إني آمنت بربكم فاسمعون " يعني فاشهدوني وأعينوني بقول لا إله إلا الله
وقال ابن عباس ألقي في البئر وهو الرس كما قال " وأصحاب الرس " [ ق ١٢ ] وقال قتادة قتلوه بالحجارة وهو يقول رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون
وقال مقاتل أخذوه ووطوؤه تحت أقدامهم حتى خرجت أمعاؤه ثم ألقي في البئر وقتلوا الرسل الثلاثة
فلما ذهب بروح حبيب النجار إلى الجنة " قيل " له " أدخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون " وذلك حين دخلها وعاين ما فيها من النعيم تمنى أن يسلم قومه فقال " يا ليت


الصفحة التالية
Icon