١٣٢
" إنهم مسؤولون " عن ترك قول لا إله إلا الله
ويقال في الآية تقديم يعني يقال لهم قفوا قبل ذلك فحبسوا وسئلوا
ثم يساق بهم إلى الجحيم فيقال لهم " ما لكم لا تناصرون " يعني لم ينصر بعضكم بعضا ولا يدفع بعضكم عن بعض كما كنتم تفعلون في الدنيا
سورة الصافات ٢٦ - ٣١
قوله عز وجل " بل هم اليوم مستسلمون " أي خاضعون ذليلون " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " يعني يسأل ويخاصم بعضهم بعضا القادة والسفلة والعابد والمعبود ومتابعي الشيطان للشيطان
ويقال " يتساءلون " يعني يتلاومون " قالوا " يعني السفلة للرؤساء " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " يعني من قبل الحق يعني الدين فزينتم لنا ضلالتنا
وروي عن الفراء أنه قال " اليمين " في اللغة القوة والقدرة ومعناه " إنكم كنتم تأتوننا " بأقوى الحيل وتزينون علينا أعمالنا
وقال الضحاك تقول السفلة للقادة إنكم قادرون وظاهرون علينا ونحن ضعفاء أذلاء في أيديكم
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال " تأتوننا عن اليمين " عن الحق يعني الكفار يقولون ذلك للشيطان
وقال القتبي إنما يقول هذا المشركون لقرنائهم من الشياطين " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " يعني عن أيماننا لأن إبليس قال " لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم " [ الأعراف ١٧ ] وقال المفسرون من أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين ولبس عليه الحق
ومن أتاه من قبل الشمال أتاه من قبل الشهوات
ومن أتاه من بين يديه أتاه من قبل التكذيب بالقيامة
ومن أتاه من خلفه خوفه الفقر على نفسه وعلى من يخلف بعده فلم يصل رحما ولم يؤد زكاة
وقال المشركون لقرنائهم " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " في الدنيا من جهة الدين يعني أضللتمونا " قالوا " قرناؤهم " بل لم تكونوا مؤمنين " أي لم تكونوا على حق فنشهد عليكم ونزيلكم عنه إلى الباطل " وما كان لنا عليكم من سلطان " يعني من قدرة فنقهركم ويقال من ملك فنجبركم عليه " بل كنتم قوما طاغين " يعني كافرين عاصين " فحق علينا " يعني وجب علينا جميعا " قول ربنا " وهو السخط
ويقال " قول ربنا " يوم قال لإبليس " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " [ ص ٨٥ ] " إنا لذائقون " يعني العذاب جميعا في النار
سورة الصافات ٣٢ - ٣٥


الصفحة التالية
Icon