١٥٧
بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أي مع نعاجه " وإن كثيرا من الخلطاء " يعني من الإخوان والشركاء " ليبغي بعضهم على بعض " يعني ليظلم بعضهم بعضا " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " فإنهم لا يظلمون " وقليل ما هم " يعني قليل منهم الذين لا يظلمون
فلما قضى بينهما داود عليه السلام أحب أن يعرفهما فصعدا إلى السماء حيال وجهه " وظن داود " يعني علم داود
ويقال ظن بمعنى أيقن إلا أنه ليس بيقين عيان لأن العيان لا يقال فيه إلا العلم
" أنما فتناه " يعني ابتليناه واختبرناه
ويقال إنهما ضحكا وذهبا فعلم داود أن الله عز وجل ابتلاه بذلك
وروي عن أبي عمرو في بعض الروايات أنه قرأ " أنما فتناه " بالتخفيف ومعناه ظن أن الملكين اختبراه وامتحناه في الحكم وقراءة العامة " فتناه " بالتشديد يعني أن الله عز وجل قد اختبره وامتحنه بالملكين
" فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " يعني أقبل إلى طاعة الله بالتوبة
وروى عطاء بن السائب عن أبي عبد الله الجبلي قال إن داود عليه السلام لم يرفع رأسه إلى السماء مذ أصاب الخطيئة حتى مات
وذكر في الخبر أن داود عليه السلام كان له تسع وتسعون امرأة فتزوج امرأة أوريا على شرط أن يكون ولدها خليفة بعده فولد له منها سليمان عليه السلام وكان خليفته بعده
يقول الله عز وجل " فغفرنا له ذلك " يعني ذنبه " وإن له عندنا لزلفى " لقربة " وحسن مآب " أي المرجع في الآخرة وروي أن كاتبا كان يكتب قوله تعالى " وخر راكعا وأناب " وكان تحت شجرة فقرأها وكتبها فخرت الشجرة ساجدة لله تعالى وهي تقول اللهم اغفر بها ذنبا وخرت الدواة ساجدة كذلك وهي تقول اللهم أحطط عني بها وزرا وكذلك الصحيفة التي في يده وهي تقول اللهم أحدث مني بها شكرا
وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود
قال ابن عباس فقرأ النبي ﷺ آية سجدة ثم سجد فسمعته وهو يقول مثلما أخبره الرجل عن قول الشجرة
وأيضا سئل ابن عباس عن سجدة " ص " من أين سجدت قال أما تقرأ هذه الآية " ومن ذريته داود وسليمان " ثم قال " فبهداهم اقتده " فكان داود ممن أمر نبيكم أن يقتدى به فسجدها داود فسجدها رسول الله ﷺ اقتداء به