١٦٢
سورة ص ٤٢ - ٤٤
قوله عز وجل " واذكر عبدنا أيوب " يعني واذكر صبر عبدنا أيوب " إذ نادى ربه " يعني دعا ربه " أني مسني الشيطان " يعني أصابني الشيطان " بنصب وعذاب " وهو المشقة والعناء والأمراض وعذاب في ماله
يعني هلاك أهله وماله وقد ذكرناه في سورة الأنبياء
قوله عز وجل " اركض برجلك هذا " يعني قال له جبريل عليه السلام اضرب الأرض برجلك فضرب فنبعت عين من تحت قدميه فاغتسل منها فخرج منها صحيحا ثم ضرب برجله الأخرى فنبعت عين أخرى ماء عذب بارد فشرب منها فذلك قوله " هذا مغتسل " يعني الذي اغتسل منها
ثم قال " بارد وشراب " يعني الذي شرب منها
قوله عز وجل " ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا " يعني قبضة من سنبل فيها مائة سنبلة
وقال الكلبي " ضغثا " أي مجتمعا
وقال مقاتل الضغث القبضة الواحدة فأخذ عيدانا رطبة وهي الآس فيه مائة عود
وقال القتبي الضغث الحزمة من الكلأ أو العيدان " فاضرب به " يعني اضرب به امرأتك " ولا تحنث " في يمينك
وقال الزجاج قالت امرأته لو ذبحت عناقا باسم الشيطان فقال لا ولا كفا من تراب وحلف أنه يضربها مائة سوط وأمر بأن يبر في يمينه " إنا وجدناه صابرا " على البلاء الذي ابتليناه " نعم العبد إنه أواب " يعني مقبلا على طاعة ربه
وقال وهب بن منبه أصاب أيوب البلاء سبع سنين ومكث يوسف في السجن سبع سنين ويقال لأنه أواب لما هلك ماله قال كان ذلك من عطاء الله
ولما هلك أولاده قال إن لله وإن إليه راجعون
ولما ابتلي بالنفس قال أنى له ويقال واذكر أنت يا محمد صبر عبدنا أيوب إذ ضاق صدرك من أذى الكفار وأمر أمتك ليذكروا صبره ويعتبروا ويصبروا
سورة ص ٤٥ - ٥٤
ثم قال عز وجل " واذكر عبادنا إبراهيم " قرأ ابن كثير " واذكر عبدنا " بغير ألف وقرأ