١٦٩
إياهم
ويقال معناه لا يوفق لتوحيده من هو كاذب على الله حتى يترك كذبه ويرغب في دين الله
سورة الزمر ٤ - ٥
قوله عز وجل " لو أراد الله أن يتخذ ولدا " كما قلتم " لاصطفى " يعني لاختار من الولد " مما يخلق ما يشاء " من خلقه إن فعل ذلك
ثم قال " سبحانه " نزه نفسه عن الولد وعن الشريك " هو الله الواحد القهار " يعني الذي لا شريك له " القهار " يعني القاهر لخلقه
ثم بين ما يدل على توحيده ويعجز عنه المخلوقون قوله عز وجل " خلق السموات والأرض بالحق " يعني للحق ولم يخلقهما باطلا لغير شيء " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " قال مجاهد يعني يدور الليل على النهار " ويكور النهار على الليل " يعني يدور النهار على الليل
وقال مقاتل " يكور " يعني يسلط عليه وهو انتقاص كل واحد منهما من صاحبه
وقال الكلبي " يكور " يعني يزيد من النهار إلى الليل فيكون الليل أطول من النهار ويزيد من الليل في النهار فيكون النهار أطول من الليل
هذا يأخذ من هذا وهذا يأخذ من هذا
وقال القتبي " يكور " يعني يدخل هذا على هذا وأصل التكوير اللف والجمع ومنه كور العمامة ومنه قوله " إذ الشمس كورت " [ التكوير ١ ] وقال " وسخر الشمس والقمر " يعني ذلك ضوء الشمس والقمر للخلق " كل يجري لأجل مسمى " يعني إلى أقصى منازله
ويقال إلى يوم القيامة
" ألا هو العزيز الغفار " يعني " العزيز " بالنقمة لمن لم يتب " الغفار " لمن تاب
ويقال " العزيز " في ملكه " الغفار " لخلقه بتأخير العذاب
سورة الزمر ٦ - ٧
قوله عز وجل " خلقكم من نفس واحدة " يعني من نفس آدم عليه السلام " ثم جعل منها زوجها " حواء " وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج " يعني ثمانية أصناف وقد فسرناه في
سورة الجاثية ٣٢ - ٣٧
وقال تعالى " وإذا قيل إن وعد الله حق " يعني إذا قال لكم الرسل في الدنيا إن البعث بعد الموت حق " والساعة لا ريب فيها " يعني لا شك فيها
قرأ حمزة " والساعة " بالنصب عطف على قوله " إن وعد الله حق وإن الساعة " وقرأ الباقون بالضم ومعناه وإذا قيل " إن وعد الله حق " وقيل " والساعة لا ريب فيها " أي لا شك فيها " قلتم ما ندري ما الساعة " يعني ما القيامة وما البعث " إن نظن إلا ظنا " يعني قلتم ما نظن إلا ظنا غير اليقين " وما نحن بمستيقنين " أنها كائنة
قوله عز وجل " وبدا لهم " يعني ظهر لهم " سيئات ما عملوا " يعني عقوبات ما عملوا في الدنيا
ويقال تشهد عليهم جوارحهم " وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون " يعني نزل بهم العذاب ووجب عليهم العذاب باستهزائهم أنه غير نازل بهم " وقيل " يعني قالت لهم الخزنة " اليوم ننساكم " يعني نترككم في النار
" كما نسيتم لقاء يومكم هذا " يعني كما تركتم الإيمان والعمل لحضور يومكم هذا
" ومأواكم النار " يعني مثواكم ومستقركم النار " وما لكم من ناصرين " يعني ليس لكم مانع يمنعكم مما نزل بكم من العذاب يعني هذا العذاب " ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا " فلم تؤمنوا بها " وغرتكم الحياة الدنيا " يعني ما في الدنيا من زينتها وزهرتها " فاليوم لا يخرجون منها " قرأ حمزة والكسائي بنصب الياء فيجعلان الفعل لهم
والباقون بالضم على فعل ما لم يسم فاعله
" ولا هم يستعتبون " يعني لا يرجعون إلى الدنيا
وقال الكلبي لا يعاتبون بعد هذا القول ويتركون في النار
ويقال لا يراجعون الكلام بعد دخولهم النار " فلله الحمد " يعني عند ذلك يحمد المؤمنون الله في الجنة
كقوله " الحمد لله الذي صدقنا وعده " [ الزمر ٧٤ ] ويقال " فلله الحمد " يعني له آثار الحمد فعلى جميع الخلق أن يحمدوه
ويقال " فلله الحمد " يعني الألوهية والربوبية " رب السموات " يعني لرب السماوات " ورب الأرض " يعني لرب الأرض " رب العالمين " يعني لرب جميع الخلق الحمد والثناء " وله الكبرياء " يعني العظمة والقدرة والسلطان والعزة " في السموات والأرض وهو العزيز " في ملكه " الحكيم " في أمره وقضائه سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا و ﷺ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم