١٧
مؤنثة
وإنما أراد ما ينبت بالمطر
ويقال معناه أنهم يستبشرون إذا رأوا الغيث ويكفرون إذا انقطع عنهم النبات
سورة الروم ٥٢ - ٥٤
ثم ضرب لهم مثلا آخر فقال عز وجل " فإنك لا تسمع الموتى " فشبه الكفار بالموتى
فكما لا يسمع الموتى النداء فكذلك لا يسمع الكفار الدعاء إذا دعوا إلى الإيمان " ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " يعني أن الأصم إذا كان مقبلا لا يسمع فكيف يسمع إذا ولى مدبرا فكذلك الكافر لا يسمع إذا كان يتصامم عند القراءة والقراءة ذكرناها في سورة النمل
ثم قال عز وجل " وما أنت بهادي العمي " إلى الإيمان " عن ضلالتهم " يعني لا تقدر أن توفقه وهو لا يرغب عن طاعتي في طلب الحق " إن تسمع " يعني ما تسمع " إلا من يؤمن بآياتنا " يعني بالقرآن " فهم مسلمون " يعني مخلصين
ثم أخبرهم عن خلق أنفسهم ليعتبروا ويتفكروا فيه فقال عز وجل " الله الذي خلقكم من ضعف " يعني من نطفة
ويقال صغيرا لا يعقل " ثم جعل من بعد ضعف قوة " يعني شدة بتمام خلقه " ثم جعل من بعد قوة ضعفا " يعني بعد الشباب الهرم " وشيبة " يعني شمطا
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة " من ضعف " بنصب الضاد وقرأ الباقون " من ضعف " بالضم وهما لغتان ومعناهما واحد
" يخلق ما يشاء " أي يحول الخلق كيف يشاء من الصورة " وهو العليم " بتحويل الخلق " القدير " يعني القادر على ذلك
سورة الروم ٥٥ - ٦٠
قوله عز وجل " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون " يعني يحلف المشركون " ما لبثوا " يعني في القبور " غير ساعة " في الدنيا
يقول الله عز وجل كذلك كانوا يكذبون بالبعث كما أنهم كذبوا حيث قالوا " ما لبثوا "


الصفحة التالية
Icon