١٧٩
سورة الزمر ٣٨ - ٤٠
قوله عز وجل " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله " فعل ذلك " قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله " يعني ما تعبدون من دون الله من الآلهة " إن أرادني الله بضر " يعني إن أصابني الله ببلاء ومرض في جسدي وضيق في معيشتي أو عذاب في الآخرة " هل هن كاشفات ضره " يعني هل تقدر الأصنام على دفع ذلك عني " أو أرادني برحمة " أي بنعمة وعافية وخير " هل هن ممسكات رحمته " يعني هل تقدر الأصنام منع الرحمة عني
قرأ أبو عمر " كاشفات " بالتنوين " ضره " بالنصب " ممسكات " بالتنوين " رحمته " بالنصب وقرأ الباقون بغير تنوين وكسر ما بعده على وجه الإضافة
فمن قرأ بالتنوين نصب " ضره " " ورحمته " لأنه مفعول به
قوله تعالى " قل حسبي الله " يعني يكفيني الله من شر آلهتكم
ويقال " حسبي الله " يعني أثق به " عليه توكلت " أي فوضت أمري إلى الله " عليه يتوكل المتوكلون " أي يثق به الواثقون
فأنا متوكل وعليه توكلت
قوله عز وجل " قل يا قوم اعملوا على مكانتكم " يعني في منازلكم
ويقال " على مكانتكم " أي على قدر طاقتكم وجهدكم " إني عامل " في إهلاككم
لأنهم قالوا له إن لم تسكت عن آلهتنا نعمل في إهلاكك
فنزل " قل يا قوم اعملوا على مكانتكم " إهلاكي في مكانتكم " إني عامل " " فسوف تعلمون " من نجا ومن هلك
قرأ عاصم في رواية أبي بكر " مكاناتكم " بلفظ الجماعة
والباقون " مكانتكم " والمكانة والمكان واحد
قوله عز وجل " من يأتيه عذاب يخزيه " أي من يأتيه عذاب الله يهلكه " ويحل عليه عذاب مقيم " يعني دائم لا ينقطع أبدا
سورة الزمر ٤١ - ٤٤


الصفحة التالية
Icon