١٨٠
سورة الزمر ٤٥
قوله عز وجل " إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق " يعني أنزلنا عليك جبريل بالقرآن " للناس بالحق " يعني لتدعو الناس إلى الحق وهو التوحيد " فمن اهتدى " أي وحد وصدق بالقرآن وعمل بما فيه فإنما يهتدي لنفسه أي ثواب الهدى لنفسه " ومن ضل فإنما يضل عليها " يعني أعرض ولم يؤمن بالقرآن فقد أوجب العقوبة على نفسه
" وما أنت عليهم بوكيل " يعني ما أنت يا محمد عليهم بحفيظ
ويقال بمسلط
وهذا قبل أن يؤمر بالقتال
قوله عز وجل " الله يتوفى الأنفس حين موتها " قال الكلبي الله تعالى يقبض الأنفس عند موتها " والتي لم تمت في منامها " فيقبض نفسها إذا نامت أيضا " فيمسك التي قضى عليها الموت " فلا يردها " ويرسل الأخرى " التي لم تبلغ أجلها " إلى أجل مسمى " يردها إلى أجلها
وقال مقاتل " الله يتوفى الأنفس " عند أجلها والتي قضى عليها الموت فيمسكها عن الجسد
على وجه التقديم " والتي لم تمت في منامها " فتلك الأخرى التي أرسلها لتعود إلى الجسد إلى أجل مسمى
وقال سعيد بن جبير الله يقبض أنفس الأحياء والأموات فيمسك أنفس الأموات ويرسل أنفس الأحياء إلى أجل مسمى
ثم قال " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " أي يعتبرون قرأ حمزة والكسائي " قضي عليها " بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء وبضم التاء في الموت على فعل ما لم يسم فاعله
والباقون " قضى عليها " بالنصب
يعني قضى الله عليها الموت ونصب الموت لأنه مفعول به
وقال عز وجل " أم اتخذوا من دون الله " الميم صلة ومعناه اتخذوا
فاللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التوبيخ والزجر
فقال " أم اتخذوا من دون الله " " شفعاء " يعني يعبدون الأصنام لكي تشفع لهم
" قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " يعني يعبدونهم وإن كانوا لا يعقلون شيئا
ثم قال " قل لله الشفاعة جميعا " قل يا محمد لله الأمر والإذن في الشفاعة وهذا كقوله " من ذا الذي يشفع عنده " [ البقرة ٢٥٥ ] وكما قال " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له " [ طه ١٠٠ ]
ثم قال " له ملك السموات والأرض " يعني خزائن السموات والأرض
ويقال نفاذ الأمر في السموات والأرض وله نفاذ الأمر في السموات والأرض
" ثم إليه ترجعون " في الآخرة
وقال " وإذا ذكر الله وحده اشمأزت " إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله " اشمأزت "
قال مقاتل يعني انقبضت عن التوحيد
وقال الكلبي أعرضت ونفرت
وقال القتبي العرب


الصفحة التالية
Icon