١٩١
الشياطين
وروى الأعمش عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله بن مسعود يقولون الملائكة خير للمسلمين من ابن الكواء فالملائكة يستغفرون لمن في الأرض وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر وكان ابن الكواء رجلا خارجيا
قوله تعالى " فاغفر للذين تابوا " يعني تجاوز عنهم يعني الذين رجعوا عن الشرك " واتبعوا سبيلك " يعني دينك الإسلام " وقهم عذاب الجحيم " يعني ادفع عنهم في الآخرة عذاب النار
ثم قال " ربنا " يعني ويقولون ربنا " وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم " على لسان رسلك " ومن صلح " أي من وحد الله تعالى " من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " وأدخلهم معهم الجنة أيضا " إنك أنت العزيز " في ملكك " الحكيم " في أمرك " وقهم السيئات " أي ادفع عنهم العذاب في الآخرة
" ومن تق السيئات يومئذ " يعني من دفعت العذاب عنه فقد رحمته
قال مقاتل " السيئات " يعني الشرك في الدنيا " فقد رحمته " في الآخرة " وذلك هو الفوز العظيم " يعني النجاة الوافرة
سورة غافر ١٠ - ١٢
قوله تعالى " إن الذين كفروا ينادون " قال مقاتل والكلبي لما عاين الكفار النار ودخلوها مقتوا أنفسهم أي لاموا أنفسهم وغضبوا عليها
فتقول لهم خزنة جهنم " لمقت الله أكبر من مقتكم " يعني غضب الله عليكم وسخطه عليكم أكبر من مقتكم " أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون " أي تجحدون وتثبتون على الكفر
قوله تعالى " قالوا ربنا أمتنا اثنتين " يعني كنا أمواتا نطفا فأحييتنا ثم أمتنا عند آجالنا ثم أحييتنا اليوم
وذكر عن القتبي نحو هذا
وقال بعضهم إحدى الإماتتين يوم الميثاق حين صيروا إلى صلب آدم والأخرى في الدنيا عند انقضاء الأجل وإحدى الإحيائين في بطن الأمهات والأخرى في القبر
" فاعترفنا بذنوبنا " يعني أقررنا بشركنا وظهر لنا أن البعث حق " فهل إلى خروج من سبيل " يعني فهل سبيل إلى الخروج من النار
ويقال فهل من حيلة إلى الرجوع


الصفحة التالية
Icon