١٩٢
ثم قال " ذلكم " يعني يقال لهم ذلك الخلود " بأنه إذا دعي الله وحده " يعني إذا قيل لكم لا إله إلا الله " كفرتم " يعني جحدتم وأقمتم على الكفر " وإن يشرك به تؤمنوا " يعني إذا دعيتم إلى الشرك وعبادة الأوثان تصدقوا " فالحكم لله العلي الكبير " يعني القضاء فيكم " لله العلي الكبير " يعني الرفيع فوق خلقه القاهر لخلقه " الكبير " بالقدرة والمنزلة
سورة غافر ١٣ - ١٦
ثم قال عز وجل " هو الذي يريكم آياته " يعني عجائبه ودلائله من خلق السموات والأرض والشمس والقمر والليل والنهار وذلك أنه لما ذكر ما يصيبهم يوم القيامة عظم نفسه تعالى
ثم ذكر لأهل مكة من الدلائل ليؤمنوا به فقال " هو الذي يريكم آياته " " وينزل لكم من السماء رزقا " يعني المطر
ويقال الملائكة لتدبير الرزق
" وما يتذكر إلا من ينيب " يعني ما يتعظ بالقرآن إلا من يقبل إليه بالطاعة
ويقال " وما يتذكر " فيوحد الرب إلا من يرجع إليه " فادعوا الله مخلصين له الدين " يعني اعبدوه بالإخلاص " ولو كره الكافرون " يعني وإن شق ذلك على المشركين الكافرين
قوله عز وجل " رفيع الدرجات " يعني رافع وخالق السموات مطبقا بعضها فوق بعض
ويقال هو رافع الدرجات في الدنيا بالمنازل وفي الآخرة الجنة ذو الدرجات " ذو العرش " يعني رافع العرش
ويقال خالق العرش هو رب العرش " يلقي الروح من أمره " يعني ينزل جبريل بالوحي " على من يشاء من عباده " وهو النبي ﷺ " لينذر يوم التلاق " يعني ليخوف بالقرآن
وقرأ الحسن " لتنذر " بالتاء على معنى المخاطبة
يعني لتنذر يا محمد صلى الله عليه وسلم
وقراءة العامة بالياء لينذر الله تعالى
ويقال " لينذر " من أنزل عليه الوحي " يوم التلاق " قرأ ابن كثير " يوم التلاقي " بالياء
وهي إحدى الروايتين عن نافع والباقون بغير ياء
فمن قرأ بالياء فهو الأصل ومن قرأ بغير ياء فلأن الكسر يدل عليه
وقال في رواية الكلبي " يوم التلاق " يوم يلتقي أهل السموات وأهل الأرض
ويقال يوم يلتقي الخصم والمخصوم " يوم هم بارزون " يعني ظاهرين خارجين من قبورهم " لا يخفى على الله منهم شيء " يعني من أعمال أهل السموات وأهل الأرض
" لمن الملك اليوم " قال بعضهم هذا بين النفختين يقول الرب تبارك وتعالى " لمن الملك اليوم " فلا يجيبه أحد فيقول لنفسه