١٩٣
" لله الواحد القهار "
قال بعضهم إن ذلك لأهل الجمع يوم القيامة
يقول " لمن الملك اليوم " فأقر الخلائق كلهم وقالوا " لله الواحد القهار "
سورة غافر ١٧ - ١٩
يقول الله تعالى " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت " يعني ما عملت في الدنيا من خير أو شر " لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " وقد ذكرناه
قوله عز وجل " وأنذرهم يوم الأزفة " يعني خوفهم بيوم القيامة فسمي الأزفة لقربه
ويقال أزف شخوص فلان يعني قرب كما قال " أزفت الآزفة "
ثم قال " إذ القلوب لدى الحناجر " من الخوف لا تخرج ولا تعود إلى مكانها " كاظمين " يعني مغمومين يتردد خوفهم في أجوافهم " ما للظالمين " يعني المشركين " من حميم " يعني من قريب " ولا شفيع يطاع " أي له الشفاعة فيهم
" يعلم خائنة الأعين " هذا موصول بقوله " لا يخفى على الله منهم شيء " وهو " يعلم خائنة الأعين "
وقال أهل اللغة الخائنة والخيانة واحدة كقوله " ولا تزال تطلع على خائنة " [ المائدة ١٣ ]
وقال مجاهد " خائنة الأعين " يعني نظر العين إلى ما نهى الله عنه وقال مقاتل الغمزة فيما لا يحل له والنظرة إلى المعصية
ويقال النظرة بعد النظرة
وقال قتادة " يعلم خائنة الأعين " يعني يعلم غمزه بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى " وما تخفي الصدور "
سورة غافر ٢٠
ثم قال تعالى " والله يقضي بالحق " يحكم بالحق ويقال يأمر بما يجب الثواب به وينهى عما يجب به العقاب
" والذين يدعون من دونه " يعني يعبدون من الآلهة
قرأ نافع وابن عامر " تدعون " بالتاء على معنى المخاطبة والباقون بالياء على معنى الخبر عنهم
" لا يقضون بشيء " يعني ليس لهم قدرة ولا يحكمون بشيء " إن الله هو السميع البصير " يعني " السميع " لمقالة الكفار " البصير " بأعمالهم
سورة غافر ٢١ - ٢٢
قوله تعالى " أو لم يسيروا في الأرض فينظروا " يعني فيعتبروا " كيف كان عاقبة "