١٩٤
يعني آخر أمر " الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة " يعني منعة
قرأ ابن عامر ومن تابعه من أهل الشام
" أشد منكم " بالكاف على معنى المخاطبة والباقون " أشد منهم " بالهاء على معنى الخبر عنهم
" وآثارا في الأرض " يعني أكثر أعمالا ويقال أشد لها طلبا وأبعد لها ذهابا
" فأخذهم الله بذنوبهم " يعني عاقبهم الله " وما كان لهم من الله من واق " يعني من مانع يمنعهم من عذاب الله
" ذلك " أي ذلك العذاب " بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات " يعني بالأمر والنهي
ويقال بالدلائل الواضحات " فكفروا " بهم وبدلائلهم " فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب " أي عاقبهم الله بذنوبهم " شديد العقاب " لمن عاقب
سورة غافر ٢٣ - ٢٧
قوله عز وجل " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا " التسع " وسلطان مبين " أي حجة بينة " إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب " يعني لم يصدقوا موسى
قوله عز وجل " فلما جاءهم بالحق من عندنا " يعني بالرسالة " قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه " يعني أعيدوا القتل عليهم " واستحيوا نساءهم " فلا تقتلوهن " وما كيد الكافرين إلا في ضلال " أي في خطأ بين
قوله تعالى " وقال فرعون " لقومه " ذروني أقتل موسى " يعني خلوا عني حتى أقتل موسى
" وليدع ربه " يعني ليدعوا ربه موسى لكي يمنعه عني
وذلك أن قومه كانوا يقولون أرجئه وأخاه ولا تقتله حتى لا يفسدوا عليك الملك
فقال لهم فرعون " ذروني أقتل موسى " فإني أعلم أن صلاح ملكي في قتله
" إني أخاف أن يبدل دينكم " يعني عبادتكم إياي " أو أن يظهر في الأرض الفساد " يعني الدعاء إلى غير عبادتي
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو " وأن يظهر " على معنى العطف
والباقون " أو أن يظهر " على معنى الشك وكلاهما جائز
و " أو " لأحد الشيئين إما لشك المتكلم أو أحدهما
والواو للجمع وتقع على الأمرين جميعا
وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم " يظهر " بضم الياء وكسر الهاء " الفساد " بالنصب
والباقون " يظهر " بنصب الياء والهاء " الفساد " بالضم
فمن قرأ يظهر بالضم فالفعل لموسى والفساد نصب لوقوع الفعل عليه
ومن قرأ " يظهر " فالفعل للفساد فيصير الفساد رفعا لأنه فاعل
فلما سمع موسى ذلك