٢٠٠
سورة غافر ٤٧ - ٥٠
قوله تعالى " وإذ يتحاجون في النار " يعني يتخاصمون في النار الضعفاء والرؤساء " فيقول الضعفاء للذين استكبروا " يعني لرؤسائهم " إنا كنا لكم تبعا " يعني لدينكم ( فهل أنتم مغنون عنا ) يعني حاملين عنا " نصيبا من النار " يعني بعض الذي علينا من العذاب باتباعنا إياكم كما كنا ندفع عنكم المؤونة في دار الدنيا
" قال الذين استكبروا " يعني الرؤساء يقولون للضعفاء " إنا كل فيها " يعني نعذب نحن وأنتم على قدر حصصكم في الذنوب فلا يغني واحد واحدا " إن الله قد حكم بين العباد " يعني قضى بين العباد بين التابع والمتبوع
ويقال " حكم بين العباد " يعني أنزلنا منازلنا وأنزلكم منازلكم
قوله تعالى " وقال الذين في النار لخزنة جهنم " إذا اشتد عليهم العذاب " ادعوا ربكم " يعني سلوا ربكم
" يخفف عنا يوما من العذاب " يعني يوما من أيام الدنيا حتى نستريح فترد الخزنة عليهم فتقول " قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات " يعني ألم تخبركم الرسل أن عذاب جهنم إلى الأبد ويقال " أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات " يعني ألم تخبركم الرسل بالدلائل والحجج والبراهين فكذبتموهم
" قالوا بلى قالوا فادعوا " يعني تقول لهم الخزنة فادعوا ما شئتم فإنه لا يستجاب لكم
" وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " يعني في خطأ بين
سورة غافر ٥١ - ٥٢
قوله عز وجل " إنا لننصر رسلنا " بالغلبة والحجة " والذين آمنوا " يعني الذين صدقوهم " في الحياة الدنيا " أي بالحجة والغلبة على جميع أهل الأديان " ويوم يقوم الأشهاد " قال مقاتل يعني الحفظة من الملائكة يشهدون عند رب العالمين للرسل بالبلاغ وعلى الكافرين بتكذيبهم قال الكلبي يعني يوم القيامة يقوم الرسل عند رب العالمين " يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم " يعني لا ينفع الكافرين اعتذارهم
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " يوم لا ينفع الظالمين " بالتاء بلفظ التأنيث لأن المعذرة مؤنثة والباقون بالياء وانصرف إلى المعنى يعني لا ينفع لهم اعتذارهم " ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " يعني السخطة وعذاب جهنم