٢٠١
سورة غافر ٥٣ - ٥٧
قوله عز وجل " ولقد آتينا موسى الهدى " يعني التوراة فيها هدى ونور من الضلالة " وأورثنا بني إسرائيل الكتاب " يعني أعطيناهم الكتاب على لسان الرسل التوراة والإنجيل والزبور " هدى " يعني بيانا من الضلالة
ويقال فيه نعت محمد ﷺ " وذكرى لأولي الألباب " يعني عظة لذوي العقول
قوله تعالى " فاصبر إن وعد الله حق " يعني اصبر يا محمد على أذى المشركين فإن وعد الله حق وهو ظهور الإسلام على الأديان كلها وفتح مكة
" واستغفر لذنبك "
وهذا قبل نزول قوله " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " [ الفتح ٢ ]
ويقال " استغفر لذنبك " يعني لذنب أمتك " وسبح بحمد ربك " أي صل بأمر ربك " بالعشي " يعني صلاة العصر " والإبكار " يعني صلاة الغداة
ويقال سبح الله تعالى واحمده بلسانك في أول النهار وآخره
قوله عز وجل " إن الذين يجادلون في آيات الله " قال الكلبي ومقاتل يعني اليهود والنصارى يجادلون في الدجال
وذلك أنهم يقولون إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان فيخوض البحر وتجري معه الأنهار ويرد علينا الملك
فنزل " إن الذين يجادلون في آيات الله " يعني في الدجال لأن الدجال آية من آيات الله " بغير سلطان " يعني بغير حجة " أتاهم " من الله
" إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه " أي ما في قلوبهم إلا عظمة " ما هم ببالغيه " يعني ما هم ببالغي ذلك الكبر الذي في قلوبهم بأن الدجال منهم
وقال القتبي إن في صدورهم إلا تكبرا على محمد ﷺ وطمعا أن يغلبوه وما هم ببالغي ذلك
وقال الزجاج معناه وما هم ببالغي إرادتهم وإرادتهم دفع آيات الله تعالى
وروى أبو جعفر الرازي عن أبي الربيع عن أبي العالية قال إن اليهود ذكروا الدجال وعظموا أمره فنزل " إن الذين يجادلون في آيات الله " يعني أن الدجال من آيات الله " فاستعذ بالله " من فتنة الدجال فإنه ليس ثم فتنة أعظم من فتنة الدجال
" إنه هو السميع " لقول اليهود " البصير " يعني العليم بأمر الدجال
ويقال " السميع " لدعائك " البصير " برد فتنة الدجال عنك
ثم قال عز وجل " لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " قال الكلبي ومقاتل " لخلق السموات والأرض " أعظم من خلق الدجال
ويقال " لخلق السموات والأرض " أعظم من خلق الناس بعد موتهم
يعني أنهم يبعثون يوم القيامة " ولكن أكثر الناس لا