٢٠٢
يعلمون ) أن الدجال خلق من خلق الله تعالى
ويقال لا يعلمون أن الله يبعثهم ولا يصدقون
سورة غافر ٥٨ - ٦٠
ثم قال تعالى " وما يستوي الأعمى والبصير " يعني الكافر والمؤمن بالثواب " والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء " يعني لا يستوي الصالح مع الطالح " قليلا ما تذكرون " أي تتعظون وتعتبرون
قرأ عاصم وحمزة والكسائي " تتذكرون " بالتاء على وجه المخاطبة والباقون بالياء " يتذكرون " على معنى الخبر عنهم وفي كلا القراءتين " ما " للصلة والزينة
وقال الله تعالى " إن الساعة لآتية لا ريب فيها " يعني قيام الساعة كائنة لا شك فيها عند المؤمنين " ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " يعني لا يصدقون الله تعالى
وقال عز وجل " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " قال الكلبي وحدوني أغفر لكم
وقال مقاتل معناه " وقال ربكم " لأهل الإيمان " ادعوني أستجب لكم " " إن الذين يستكبرون عن عبادتي " يعني عن توحيدي فلا يؤمنون بي ولا يطيعونني
" سيدخلون جهنم داخرين " أي صاغرين
ويقال " وقال ربكم ادعوني " بلا غفلة " أستجب لكم " يعني أستجب لكم بلا مهلة
وقيل أيضا " ادعوني " بلا جفاء " أستجب لكم " بالوفاء
وقيل أيضا " ادعوني " بلا خطأ " أستجب لكم " مع العطاء
وروى النعمان بن بشير عن النبي ﷺ أنه قال ( إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " ) قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وإحدى الروايتين عن أبي عمرو " سيدخلون جهنم " بضم الياء ونصب الخاء على معنى فعل ما لم يسم فاعله وتكون " جهنم " مفعولا ثانيا
والباقون " يدخلون " بنصب الياء وضم الخاء على الإخبار عنهم بالفعل المستقبل على معنى سوف يدخلون
سورة غافر ٦١ - ٦٥