٢٠٣
قول الله عز وجل " الله الذي جعل لكم الليل " يعني خلق لكم الليل " لتسكنوا فيه " يعني لتستقروا فيه وتستريحوا فيه " والنهار مبصرا " يعني مضيئا لابتغاء الرزق والمعيشة
ويقال " مبصرا فيه " لتبصروا فيه " إن الله لذو فضل على الناس " يعني على أهل مكة بتأخير العذاب عنهم
وقيل على جميع الناس بخلق الليل والنهار " ولكن أكثر الناس لا يشكرون " لربهم في النعمة فيوحدونه ويطيعونه
قوله تعالى " ذلكم الله ربكم " يعني الذي خلق هذا هو ربكم " خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " أي تصرفون وتحولون
ويقال " فأنى تؤفكون " أي من أين تكذبون " كذلك يؤفك " يعني هكذا يكذب
ويقال هكذا يحول " الذين كانوا بآيات الله يجحدون " ويقال هكذا يؤفك الذين كانوا من قبلهم
قوله تعالى " الله الذي جعل لكم الأرض قرارا " أي بسط لكم الأرض وجعلها موضع قراركم " والسماء بناء " يعني خلق السماء فوقكم مرتفعا " وصوركم " يعني خلقكم " فأحسن صوركم " ولم يخلقكم على صورة الدواب " فأحسن صوركم " يعني أحكم خلقكم " ورزقكم من الطيبات " يعني الحلالات
يقال اللذيذات " ذلكم الله ربكم " يعني الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم " فتبارك الله رب العالمين " يقال هو من البركة يعني البركة منه
قوله تعالى " هو الحي " يعني هو الحي الذي لا يموت ويميت الخلائق " لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين " يعني بالتوحيد " الحمد لله رب العالمين " يعني قولوا الحمد لله رب العالمين الذي صنع لنا هذا
سورة غافر ٦٦ - ٦٨
قوله تعالى " قل إني نهيت " يعني قل يا محمد لأهل مكة " إني نهيت " " أن أعبد الذين تدعون من دون الله " يعني نهاني ربي أن أعبد الذين تعبدون من دون الله من الأصنام " لما جاءني البينات من ربي " الواضحات وهو القرآن " وأمرت أن أسلم لرب العالمين " يعني أستقيم على التوحيد
قوله عز وجل " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم " وقد ذكرناه من قبل
" ثم لتكونوا شيوخا " يعني يعيش الإنسان إلى أن يصير شيخا


الصفحة التالية
Icon