٢١٠
إلى خلق السماء " وهي دخان " يعني السماء بخار الماء كهيئة الدخان وذلك أنه لما خلق العرش لم يكن تحت العرش شيء سوى الماء كما قال
" وكان عرشه على الماء " ثم ألقى الحرارة على الماء حتى ظهر منه البخار فارتفع بخاره كهيئة الدخان فارتفع البخار وألقى الريح الزبد على الماء فخلق الأرض من الزبد وخلق السماء من الدخان وهو البخار
ثم قال " لها وللأرض " يعني للسماء والأرض " ائتيا طوعا أو كرها " يعني أعطيا الطاعة كرها أو طوعا
يعني ائتيا بالمعرفة لربكما والذكر له طوعا أو كرها " قالتا أتينا طائعين " فأعطيا الطاعة بالطوع
ويقال كانت السماء رتقا عن المطر والأرض عن النبات فقال لهما " ائتيا " يعني أطيعا وأخرجا ما فيكما من المطر والنبات منفعة للخلق إن شئتما طائعين وإن شئتما كارهين
" قالتا أتينا طائعين " يعني أخرجنا ما فينا طائعين غير كارهين
وروي عن مجاهد أنه قال معناه يا سماء أبرزي شمسك وقمرك ونجومك ويا أرض أخرجي نباتك طوعا أو كرها
ويقال هذا على وجه المثل يعني أمرهما بإخراج ما فيهما فأخرجتا طائعتين
قوله عز وجل " فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها " يعني أمر أهل كل سماء بأمرها
قال السدي خلق في كل سماء خلقا من الملائكة " وزينا السماء الدنيا بمصابيح " يعني بالنجوم " وحفظا " يعني من الشيطان الرجيم أن يسترق السمع " ذلك " يعني الذي ذكر من صنعه " تقدير العزيز " في ملكه " العليم " بخلقه
سورة فصلت ١٣ - ١٤
قوله تعالى " فإن أعرضوا " يعني عن الأمر " فقل أنذرتكم " يعني خوفتكم " صاعقة " يعني عذابا " مثل صاعقة " يعني مثل عذاب " عاد وثمود "
وقال مقاتل كان عاد وثمود ابني عم وموسى وقارون ابني عم وإلياس واليسع ابني عم وعيسى ويحيى ابني خالة
ومعنى الآية إن لم يعتبروا فيما وصفت لهم من قدرتي وعظمتي في خلق السموات والأرض وأعرضوا عن الإيمان فقل أنذرتكم عذابا مثل عذاب عاد وثمود أنه يصيبكم مثل ما أصابهم
قال الفقيه أبو الليث رحمه الله أخبرني الخليل بن أحمد
قال حدثنا علي بن المنذر
قال حدثنا أبو فضيل عن الأجلح عن ابن حرملة عن جابر بن عبد الله أن أبا جهل والملأ من قريش بعثوا عتبة بن ربيعة إلى رسول الله ﷺ فأتاه فقال له أنت يا محمد خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب فلم تشتم آلهتنا وتضلل آباءنا فإن كنت تريد الرياسة عقدنا لك لواء وكنت رأسا ما بقيت
وإن كنت تريد الباءة زوجناك عشرة نسوة تختارهن من


الصفحة التالية
Icon