٢٢٤
ثم قال تعالى " كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك " يعني أوحى الله إليك ب " حم عسق " كما أوحى الله بها إلى الذين كانوا من قبلك
وقال ابن عباس ليس من نبي وإلا وقد أوحى الله تعالى إليه ب " حم عسق " كما أوحى الله بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قرأ ابن كثير " يوحى إليك " بالألف على معنى فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون " يوحي " بالكسر يعني هكذا يوحي الله إليك
وقرئ في الشاذ ( نوحي ) بالنون
ثم قال " الله العزيز " بالنقمة على من لم يجب الرسل " الحكيم " حكم بإنزال الوحي عليك
وقال مقاتل " كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك " يعني في أمر العذاب
قوله عز وجل " له ما في السموات وما في الأرض " يعني من خلق " وهو العلي " يعني الرفيع " العظيم " فلا شيء أعظم منه
يعني عظيم قدرته
سورة الشورى ٥ - ٧
قوله تعالى " تكاد السموات يتفطرن " يعني يتشققن " من فوقهن " يعني من هيبة الرحمن وجلاله وعظمته
قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة وعاصم في رواية حفص " تكاد السموات " بالتاء بلفظ التأنيث " يتفطرن " بالتاء بلفظ التأنيث
وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر " تكاد " بالتاء بلفظ التأنيث " ينفطرن " بالنون وقرأ الباقون بالياء بلفظ التذكير " يتفطرن " بالياء
ثم قال " والملائكة يسبحون بحمد ربهم " يعني يسبحونه ويذكرونه " ويستغفرون لمن في الأرض " يعني للمؤمنين
وروى داود بن قيس قال دخلت على وهب بن منبه فسئل عن قوله " ويستغفرون لمن في الأرض " [ غافر ٧ ] قال للمؤمنين منهم
وفي رواية أنه قال نسختها الآية التي في سورة المؤمن حيث قال " ويستغفرون للذين آمنوا " [ غافر ٧ ]
وروى معمر عن قتادة قال " ويستغفرون لمن في الأرض " قال للمؤمنين منهم
قال أبو الليث رحمه الله هذا الذي روي عن قتادة أصح لأن النسخ في الأخبار لا يجوز وإنما يجوز في الأمر والنهي
قوله عز وجل " ألا إن الله هو الغفور " لذنوبهم ( الرحيم ) بهم في الرزق
ويقال " ويستغفرون لمن في الأرض " يعني يسألون لهم الرزق
قوله عز وجل " والذين اتخذوا من دونه " يعني عبدوا من دون الله " أولياء " يعني


الصفحة التالية
Icon