٢٣٠
يعني خائفين مما عملوا في الدنيا " وهو واقع بهم " يعني نازل بهم ما كانوا يحذرون
" والذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني الذين صدقوا بالتوحيد وأدوا الفرائض والسنن " في روضات الجنات " يعني في بساتين الجنة
" لهم ما يشاؤون عند ربهم " من الكرامة
" ذلك هو الفضل الكبير " يعني المن العظيم
قوله تعالى " ذلك الذي يبشر الله " يعني ذلك الثواب الذي يبشر الله " عباده " في الدنيا
قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو " يبشر " بنصب الياء وجزم الباء وضم الشين مع التخفيف
والباقون بالتشديد وقد ذكرناه " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني يبشرهم بتلك الجنة وبذلك الثواب ثم قال " قل لا أسألكم عليه أجرا " يعني قل يا محمد لأهل مكة " لا أسألكم عليه أجرا " على ما جئتكم به أجرا " إلا المودة في القربى " قال مقاتل يعني إلا أن تصلوا قرابتي وتكفوا عني الأذى
ثم نسخ بقوله " قل ما سألتكم من أجر لكم " فهو لكم ويقال " إلا المودة في القربى " يعني إلا ألا تؤذونني بقرابتي منكم
قال ابن عباس ليس حي من أحياء العرب إلا وللنبي ﷺ فيه قرابة
وقال الحسن " إلا المودة في القربى " يعني إلا أن تتوددوا إلى الله تعالى بما يقربكم منه وهكذا قال مجاهد
وقال سعيد بن جبير " إلا المودة في القربى " يعني إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم
ثم قال " ومن يقترف حسنة " يعني يكتسب حسنة " نزد فيها حسنا " يعني للواحد عشرة
ويقال نزد له التوفيق في الدنيا ونضاعف له الثواب في الآخرة
" إن الله غفور شكور " يعني " غفور " لمن تاب " شكور " يقبل اليسير ويعطي الجزيل
سورة الشورى ٢٤ - ٢٦
قوله تعالى " أم يقولون افترى على الله كذبا " يعني تقوله من ذات نفسه ولم يأمره الله تعالى
يقول الله تعالى " فإن يشأ الله يختم على قلبك " يعني يحفظ قلبك حتى لا تدخل في قلبك المشقة من قولهم
" ويمحو الله الباطل " يعني يهلك الله تعالى الشرك " ويحق الحق "


الصفحة التالية
Icon