٢٣٦
بعضهم هذا اللفظ لفظ الخبر عنهم والمراد به التعليم أنه ينبغي لهم يقولوا أن هكذا حتى يصبروا على ظلمهم
قوله تعالى " وما كان لهم من أولياء " يعني لا يكون للظالمين يوم القيامة مانع يمنعهم من عذاب الله " ينصرونهم من دون الله " يعني يمنعونهم من عذاب الله " ومن يضلل الله " يعني يضله الله عن الهدى " فما له من سبيل " إلى الهدى من حجة ويقال ما له من حيلة
سورة الشورى ٤٧ - ٥٠
قوله عز وجل " استجيبوا لربكم " يعني أجيبوا ربكم في الإيمان وفيما أمركم به " من قبل أن يأتي يوم لا مرد له " يعني لا رجعة له إذا جاء لا يقدر أحد على دفعه " من الله " ويقال فيه تقديم يعني من قبل أن يأتي عذاب الله يوم لا مرد له
يعني لا مدفع له " ما لكم من ملجإ يومئذ " يعني ما لكم من مفر ولا حرز يحرزكم من عذابه " وما لكم من نكير " يعني من مغير يغير العذاب عنكم
قوله عز وجل " فإن أعرضوا " يعني عن الإيمان وعن الإجابة بعد ما دعوتهم " فما أرسلناك عليهم حفيظا " تحفظهم على الإيمان وتجبرهم على ذلك " إن عليك إلا البلاغ " يعني ليس عليك إلا تبليغ الرسالة وهذا قبل أن يؤمر بالقتال
ثم قال " وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة " يعني أصبنا الإنسان منا نعمة " فرح بها " أي بطر بالنعمة
وقال بعضهم يعني أبا جهل وقال بعضهم جميع الناس والإنسان هو لفظ الجنس وأراد به جميع الكافرين بدليل أنه قال " وإن تصبهم " ذكر بلفظ الجماعة يعني إن تصبهم " سيئة " يعني القحط والشدة " بما قدمت أيديهم " يعني بما عملوا في المعاصي " فإن الإنسان كفور " لنعم الله يعني يشكو ربه عند المصيبة ولا يشكره عند النعمة
قوله تعالى " لله ملك السموات والأرض " يعني القدرة على أهل السموات والأرض " يخلق ما يشاء " يعني على أي صورة يشاء " يهب لمن يشاء إناثا " يعني يعطي من يشاء الأولاد الإناث فلا يجعل معهن ذكورا " ويهب لمن يشاء الذكور " يعني يعطي من يشاء الأولاد الذكور ولا يكون معهم إناث " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " يعني من يشاء الأولاد الذكور والإناث " ويجعل من يشاء عقيما " فلا يعطيه شيئا من الولد ويقال " يهب لمن يشاء