٢٤١
ثم قال " وإنا إلى ربنا لمنقلبون " يعني راجعين إليه في الآخرة
وقد روى عثمان بن الأسود عن مجاهد أنه قال إذا ركب الرجل الدابة ولم يذكر اسم الله تعالى ركب الشيطان من ورائه ثم صك في قفاه فإن كان يحسن الغناء قال له تغن وإن كان لا يحسن الغناء قال له تمن يعني تكلم بالباطل
وعن علي بن ربيعة أنه قال كنت رديفا لعلي رضي الله عنه فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
سورة الزخرف ١٥ - ١٩
قال الله عز وجل " وجعلوا له من عباده جزءا " يعني وصفوا لله من خلقه شريكا وولدا " إن الإنسان لكفور مبين " يعني كفور لنعمه " مبين " أي بين الكفر
ثم قال تعالى " أم اتخذ مما يخلق بنات " وهو رد على بني مليح حيث قالوا الملائكة بنات الله معناه اختار لكم البنين ولنفسه البنات ثم وصف كراهيتهم البنات فقال " وأصفاكم بالبنين "
قوله عز وجل " وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا " يعني بما وصفوا لله تعالى من البنات وكرهوا لأنفسهم ذلك " ظل وجهه مسودا وهو كظيم " يعني تغير لونه وهو حزين مكروب
يعني أترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم
قوله عز وجل " أو من ينشؤا في الحلية " يعني يغذى في الذهب والفضة
ويقال أفمن زين في الحلي والحلل " وهو في الخصام غير مبين " يعني في الكلام غير فصيح
ويقال هو في الخصومة غير مبينات في الحجة ويقال أفمن زين في الحلي وهو في الخصومة غير مبين لأن المرأة لا تبلغ خصومتها بكلامها ما يبلغ الرجل
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " أو من ينشأ " بضم الياء ونصب الشين ومعناه أفمن يربى في الحلية لفظه لفظ الاستفهام والمراد به التوبيخ
وقرأ الباقون " أو من ينشأ " بنصب الياء


الصفحة التالية
Icon