٢٤٣
وقال " وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها " يعني جبابرتها " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " يعني بسنتهم مقتدون أي بأعمالهم
قال الله تعالى لمحمد ﷺ " قال أولو جئتكم بأهدى " يعني أليس هذا الذي جئتكم به هو أهدى " مما وجدتم عليه آباءكم " يعني بأصوب وأبين من ذلك
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص " قال أولو جئتكم " على معنى الخبر والباقون " قل " بلفظ الأمر
وقرأ أبو جعفر المدني " قل أو لو جئناكم " بلفظ الجماعة
" قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون " يعني الجبابرة قالوا لرسلهم إنا بما أرسلتم به جاحدون
قوله عز وجل " فانتقمنا منهم " بالعذاب " فانظر كيف كان عاقبة المكذبين " يعني آخر أمرهم
سورة الزخرف ٢٦ - ٣٠
قوله عز وجل " وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون " يعني بريء من معبودكم
ذكر عن الفراء أنه قال " براء " مصدر صرف إسما وكل مصدر صرف إلى اسم فالواحد والجماعة والذكر والأنثى فيه سواء
قوله عز وجل " إلا الذي فطرني " يعني إلا الذي خلقني فإني لا أتبرأ منه
" فإنه سيهدين " ويقال " إلا " بمعنى لكن
يعني لكن الذي خلقني فهو سيهدين يعني يثبتني على دين الإسلام " وجعلها كلمة باقية في عقبه " يعني جعل تلك الكلمة ثابتة في نسله " وذريته " وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله " لعلهم يرجعون " عن كفرهم إلى الإيمان
وقال قتادة هو التوحيد والإخلاص لا يزال في ذريته
من يوحد الله تعالى ويعبده وقال مجاهد يعني كلمة لا إله إلا الله في عقبه وولده
ويقال " إنني براء " يعني ذو البراء كما يقال رجل عدل ورجال عدل أي ذو عدل
ثم قال " بل متعت هؤلاء " يعني أجلت هؤلاء وأمهلتهم
يعني قومك " وآباءهم حتى جاءهم الحق " يعني القرآن ويقال الدعوة إلى التوحيد " ورسول مبين " يعني بين أمره بالدلائل والحجج
ويقال " مبين " يعني بين لهم الحق من الباطل
قوله تعالى " ولما جاءهم الحق " يعني القرآن " قالوا هذا سحر وإنا به كافرون " يعني جاحدين
سورة الزخرف ٣١


الصفحة التالية
Icon